الثورة أون لاين- ديب علي حسن
مع النصر الميداني والسياسي والإعلامي الذي حققه الشعب السوري في مواجهة الحرب العدوانية الظالمة على سورية ظهر جلياً أن العدو دائماً يجدّد أدواته العسكرية وغيرها..
ومن أخطر هذه الأدوات حرب الإشاعات وعدم الثقة بالقيم المجتمعية التي تدعم وترسخ اللحمة الوطنية… لا ينكر أحد ما منا أننا نعبر ضائقة معظمها من الحصار الظالم والجائر علينا.. وبعضها الآخر من ضعاف النفوس وهم موجودون في كل زمان ومكان.. ليس في المجتمع السوري وحده بل في المجتمعات التي تتعرض للنكبات والحروب والكوارث تظهر هذه الآفات وتتخذ أشكالاً كثيرة.. وربما تركب موجة ما حققه الشعب من نصر وتعمل على استثماره واستغلاله..
هذا نعرفه ونثق أنه سينتهي.. ونحن أكثر ثقة أن ثمة من يعمل على تغييب القيم النبيلة والأصيلة التي تشكل رافعة وحامل النصر.. والسوريون الذين صبغوا التاريخ بعطائهم هم أهل هذه القيم..
ولولا أنها موجودة لما كان هذا النصر الذي تحقق.. قيم يعمل العدو الخارجي والداخلي على محاولة طمسها وإظهار المجتمع كأنه تشتت وتفرق وانشغل عن قيمه الأصيلة بما يتم الترويج له من قبل الأعداء..
اليوم نحتاج تظهير هذه القيم أكثر من أي وقت مضى وربما علينا أن نقول بصوت عال: نحن مقصرون في ذلك إعلاماً وحراكاً اجتماعياً.. المؤسسات والهيئات الثقافية مقصرة المجتمع الأهلي مقصر..الإعلام لا يبتعد كثيراً عن ذلك ولهذا حديث آخر..
ونحن نعيش أيام شهر رمضان ثمة ما يجب أن يتم العمل عليه ويبقى مستمرا.. قيمنا موجودة وتزداد فضيلة وبالوقت نفسه ثمة من يعد للنيل منها..
ليس هذا من باب التنظير.. علينا القيام بحملات نوعية مستمرة في هذا الاتجاه.. كفانا صمتا وندبا… سورية أعادت توازن العالم وغيرته نحو ما هو أبهى وأفضل في قادمات الأيام وحان لنا أن نغير ما بنا ولاسيما في إظهار مكامن القوة المجتمعية… والدولة بما أعدته وقدمته من قوانين وتشريعات هي الضامن لتحقيق الأهداف فهل نبدأ؟.