الثورة اون لاين:
ما من عاقل في هذا الكون يبقى على يقين أن الإعلام اي اعلام يجب أن يقول الحقيقة وينقلها دون تزييف أو تدخل اذا ما كانت تتعارض وأهداف المرسل وما يسعى إليه عند المتلقي..واذا كان ذلك فالأمر ليس ما جنته على نفسها براقش..
ولايغرن أحد ما يطبل به الغرب من مصطلحات حريات تعبير وإعلام وغير ذلك.
هذه ليست الا مصطلحات للاستهلاك والتضليل تباع في المواقف الدولية والمتاجرة للوصول إلى ما وراءها..
نعوم تشومسكي المفكر الأميركي الذي انتقل من اللسانيات إلى التنظير في الإعلام له كتاب صغير الحجم عظيم الفائدة حمل عنوان ..هيمنة الإعلام الإنجازات المذهلة للدعاية ..ترجمه إلى العربية ابراهيم يحيى الشهابي وصدر عن دار الفكر بدمشق..
يسرد في هذا الكتاب كيف تعمل الدعاية الأميركية والغربية من خلال الإعلام وتمشي على خطا النازية وما قدمته من دعاية ..
والولايات المتحدة تتصدر قصب السبق في هذا المجال..ففي الحرب العالمية الأولى كان الشعب الأميركي يكره الحرب ولا يريدها ..
اما إدارة ويلسون فكانت تريد الحرب ولابد من إقناع الشعب بها ..فشكلت لجنة حملت اسم لجنة كريل التي نجحت في غضون ستة شهور أن تقلب الشعب الأميركي ذا النزعة إلى الهدوء واللاعنف إلى شعب هستيري يتاجر بالحروب ويروج لها ويريد تدمير كل شيء الماني وتمزيق ألمانيا ويطالبون بدخول الحرب لإنقاذ العالم ..
بعد ذلك استخدمت التقنية التضليلية نفسها لإثارة الرعب الاحمر .. كما كان يسمى والذي نجح إلى حد كبير في تدمير الاتحادات والنقابات ووضع حدا
لاشكالات خطرة كحرية الصحافة والتفكير.. هذه الحملة لقيت الدعم الكبير من الإعلام كما يقول تشومسكي ومن الذين ساهموا فيها مفكرون تقدميون مثل ..جون ديوي وقد تفاخروا انهم الاكثر ذكاء وانهم استطاعوا دفع الناس إلى الحرب..
وكانت الدعاية البريطانية تعمل بشكل كبير تعرض صورا تقول انها فظائع ..الغاية منها توجيه تفكير معظم العالم إلى الحرب ..وكانت تسعى إلى الهيمنة على تفكير المزيد من المفكرين في المجتمع الأميركي الذين سوف ينشرون الدعاية التي يلفقونها ويحولون البلاد إلى هستيريا الحرب .
وتحقق ذلك الهدف بسهولة وهو أن دعاية الدولة عندما تدعمها الطبقات المثقفة وعندما لا يسمح بالانحراف عنها تستطيع تحقيق نتائج كبيرة تعلم هتلر وسواه الدرس ومازال يتبع حتى يومنا هذا.
نعم هذا مازال مستمرا لحد اليوم والغد والغاية منه قصف العقول واحتلاها باسم الديمقراطيات من هنا كانت الدعاية الغربية تركز على أن اي اعلام ليس غربيا فهو كاذب ..حتى صدقنا الامر وعشنا أكاذيبه وكانت الكوارث في العالم من قصف الإعلام والدعايات المضللة.