يكفي أن تمانع السياسات الأميركية ومعسكرها الغربي التابع الخانع حتى يوظف المعسكر الداعم للإرهاب كل الأدوات الممكنة وغير الممكنة لمحاصرتك ومحاسبتك واختلاق أكاذيب وفبركة سيناريوهات مسرحية مضللة دون أي رادع أخلاقي أو مهني لمحاسبة تلك الدول الرافضة لمشروع هيمنتها والتي تعارض إرادتها وتقف سداً منيعاً في وجه مخططاتها.
الولايات المتحدة الأميركية التي خطفت الهيئات والمنظمات الدولية وحولتها لأداة رخيصة لاستثمارها وحرفها عن مسارها وأسس تأسيسها تمعن في تسييس عمل المنظمات الدولية وتعطي التعليمات التنفيذية للدول الغربية (بريطانيا- هولندا- فرنسا وغيرها ) من الدول التابعة لإرادة الأميركي لاستثمار تقاريرها وعملها وتوظيفها خدمة لمصالحها ومصالح الغرب المرتهن لإرادتها ولعب أدوار محددة ومرسومة في سياق مخططها للسيطرة على مقدرات الدول الرافضة لإملاءاتها ونهبها ومحاولة كسر إرادة شعوبها وانتهاك قرارها السيادي والتأثير على خياراته الوطنية.
فرنسا اليوم تتصدر مشهد العداء للدولة السورية بتناوب أدوار محدد حددته الولايات المتحدة الأميركية وأسندت تنفيذ مراحله لدول تتشدق بالحريات وحقوق الإنسان ونزاهة القضاء والعدالة عبر منصات دولية وهيئات ومنظمات إنسانية مخطوفة ومرتهنة للقرار الأميركي المتسلط للمساهمة في حصار الشعب السوري ومحاولة ابتزازه في خياراته الوطنية التي تقف سداً في وجه نجاح مشروع الهيمنة وفرض سياسات صاغتها ورسمتها دوائر الصهيونية العالمية.
كذبة كبرى تضاف لأكاذيب منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية بإصدارها تقريراً مضللاً لما يسمى”فريق التحقيق وتحديد الهوية” في توقيت مريب بالذات قبيل انعقاد الدورة الـ 25 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية الذي سيعقد خلال الفترة من الـ 20 إلى الـ 22 من نيسان 2021 من أجل حشد أكبر عدد ممكن من الدول لدعم مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للنيل من سورية بعد محاولات مضللة سابقة ومفضوحة للمنظمة التي سقطت أخلاقياً ومهنياً وافتقدت للحيادية والمهنية بدليل فضائح تقرير “بعثة تقصي الحقائق” المزور حول حادثة دوما 2018 وتقرير ما يسمى “فريق التحقيق وتحديد الهوية” السابق حول حوادث اللطامنة 2017 واليوم فصل جديد من المسرحية المفضوحة بتقرير حادثة مزعومة في بلدة سراقب بتاريخ الرابع من شباط 2018.
الكذبة الجديدة لا تخرج عن سياق الحرب الإرهابية الظالمة التي تستهدف سورية ودورها ومحاولة محاسبتها على صمودها ووقوفها في وجه المخطط الصهيو- أميركي في المنطقة وتعزيزها لخيار المقاومة لاستعادة الحقوق المسلوبة وكسر شوكة الإرهاب الممول أميركياً وغربياً بنية صهيونية .
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير – بشار محمد