الجلاء في وجدان الشعراء

الثورة أون لاين – هناء الدويري:

استقلال سورية وحريتها موصول بالمقاومة والنضال الذي يعيشه أبناؤها الأحرار الذين خبروا معاني الحرية والسيادة الوطنية منذ عام ١٩٤٧ ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي نستذكرها والوطن معافى بأبطاله وجنوده وبواسله من الشعب الصامد الذي لايعرف للذلّ والهوان عنوان، عناوينه شهداء سطروا المجد للوطن والحرية لشعب الأحرار…

المثقّف الملتزم جزء لايتجزأ من الثقافة الوطنية التي تعزّز الكرامة الإنسانية، وشعراء المقاومة الأحرار سطروا ملاحم شعرية عن الانتصار بوعيهم الوطني القومي في مطالع القرن العشرين وخطاباتهم السياسية القومية التي امتزجت بالقول والفعل، ولاشكّ أن هذا يعود إلى طبيعة التهديد الذي واجهته الهوية الوطنية السورية تحت الاحتلال الفرنسي ومحاولة تمزيق الوطن السوري كما اليوم، ماوحّد القوى والنخب السياسية والثقافية، وكان الشعراء شركاء في النضال ومنهم من حُكم عليه بالإعدام والنفي خارج البلاد فها هو بدوي الجبل (محمد سليمان الأحمد) ١٩٠٣-١٩٨١ الذي ذاق مرارة السجون وشارك في ثورة الشيخ صالح العلي وعاش في المنفى بقية حياته يقول في جلاء المستعمر عن الوطن :
-انتزعنا الملك من غاصبيه
وكتبنا بالدم الغمر الجلاء
-وسقانا كأسه مترعة
وسقيناه وفي الكأس امتلاء
-شهداء الحق لاأبكيكم
جلت الغوطة عن ضعف البكاء
وخير الدين الزركلي ١٨٩٣-١٩٧٦ حُكِم عليه بالنفي وتنقل بين البلدان العربية بسبب الاحتلال الفرنسي وعمل في الحقل السياسي والسلك الدبلوماسي وعمل في الصحافة، يقول عن يوم الجلاء قصيدته :
-خدعوك ياأمّ الحضارة فارتمت
تجني عليك فيالق وجنود
-من ذا يكفكف أدمعا مهراقة
كالغيث تهطل حسرة وتجود
-أنا في هواك كمن يشاء هواك لي
كلف بحبك يا دمشق ودود
-لم أنأ عنك قلىً ولا لنقيصة
ماأنت إلا ربعي المحمود
-أقصيت عنك ولو ملكت أعنتي
لم تبسط بيني وبينك بيد
-والشعب إن عرف الحياة فماله
عن درك أسباب الحياة محيد
أما شفيق جبري ابن مدينة دمشق ١٨٩٨-١٩٨٠ في “نوح العندليب” يمجّد ثورة الأحرار ويخلّد ذكرى جلاء المستعمر نشوة شعرية :
-حلم على جنبات الشام أم عيد؟
لاالهمّ همّ ولا التسهيد تسهيد
-أتكذب العين والرايات خافقة
أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد
-كأن كل فؤاد في جلائهم
نشوان قد لعبت فيه العناقيد
-يافتية الشام للعلياء ثورتكم
ومايضيع مع العلياء مجهود
وعمر أبو ريشة ابن مدينة حلب في قصيدته المشهورة عن الجلاء يقول :
-ياعروس المجد تيهي واسحبي.. في مغانينا ذيول الشهب
-لن تري حفنة رمل فوقها.. لم تعطر بدم حرّ أبي
-درج البغي عليها حقبة.. وهوى دون بلوغ الأرب
-وارتمى كبر الليالي دونها…لين الناب كليل المخلب
-لايموت الحق مهما لطمت.. عارضيه قبضة المغتصب
-ياعروس المجد طال الملتقى.. بعدما طال جوى المغترب
-وأرزقنا دماء حرة.. فاغرفي ماشئت منها واشربي

كُثر من حاكوا يوم الجلاء من الشعراء والأدباء وقدّموا صور الثقافة الحرّة المسؤولة المستمرة، والتحدّي الأكبر في تحقيق نصر اليوم الذي ينشده الجيل الجديد في مواجهة الإرهاب وقطع أشواطا كبيرة سطرت ملاحم صمود لاتنتهي وتسهم في تجذير ثقافة المواطنة بكل أطيافها.

آخر الأخبار
ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا لكل طالب حقه الكامل.. التربية تناقش مع موجهيها آلية تصحيح الثانوية تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟