الثورة أون لاين- هنادي الحوري :
يعدّ يوم الجلاء منعطفاً تاريخياً في التاريخ السوري الحديث حيث جلا آخر جندي مستعمر عن تراب الوطن بعد أن ذاق طعم الهزيمة والذل على يد رجال الاستقلال الذين أشعلوا الأرض تحت أقدام المستعمرين وتحوّلت الجغرافيا السورية إلى كتلة نار ونضال وتضحية دفاعاً عن تراب الوطن وانصهر السوريون في بوتقة الوحدة الوطنية التي وحّدت كفاحهم ومحبتهم لوطنهم وقدّموا الغالي والنفيس لنيل شرف الدفاع عنه و ليشعّ نور الحرية في السابع عشر من نيسان عام 1946 وتعمّ أفراح النصر كلّ بقعة من أرض وطننا الغالي.
الأدباء رسموا بأقلامهم عظمة هذه الفرحة وسجل حبر أقلامهم أروع كتابات الأدب حيث خلدوا هذه الذكرى للتذكير أن الشعب السوري قدّم الكثير في سبيل حريته واستقلاله.
كتّاب الأدب الروائي لم يغيبوا عن ساحة تمجيد عظمة الجلاء والتضحيات التي قدّمها السوريون لنيل الاستقلال وهو ما تجلّى عند الروائي فارس زرزور في روايته “حسن جبل” عن فترة الاحتلال الفرنسي في سورية، ومقاومة السكان والأهالي لها، ومثله فعل حنا مينة الذي تحدث عن نضال السوريين في مدن الساحل السوري، في أكثر من رواية “بقايا صور”، “المستنقع”، “نهاية رجل شجاع”، ومثلها رواية “القلعة” للأديب “مأمون الجابري” التي تحدثت على نضال أهل حلب ومقاومتهم، ورواية “اختياراتي والحب” للأديبة “ضياء قصبجي” التي تتحدث عن مواجهة سكان حي الجلوم الحلبي للاحتلال الفرنسي. وكذلك فعلت “إلفة الإدلبي” في أغلب رواياتها، مؤرخة لدمشق ونضال أبناء دمشق ضد الفرنسيين، والروائي “وليد إخلاصي” في روايته “أحضان السيدة الجميلة” عن درب السوريين نحو الحرية والجلاء، وغيرها الكثير من الأعمال الأدبية التي حاولت أن تؤرخ لنضال السوريين وثوراتهم حتى نيلهم مبتغاهم بانتزاع الجلاء رغم أنف المستعمر وجبروته.