في العيد الماسي للجلاء.. السوريون ماضون في مقاومة المحتلين

الثورة أون لاين- عبد الحليم سعود:
يحيي شعبنا الأبي في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان يوم الجلاء الأغر وهو اليوم الخالد الذي شهد جلاء المستعمرين الغزاة عن أرض الوطن بعد أن قدم أجدادنا الميامين في مواجهة جيوشه الجرارة وأسلحته المتطورة آلاف الشهداء والتضحيات الغالية.
فقبل ٧٥ عاماً كتب أبناء سورية الشجعان ملحمة عز نظيرها حين أجبروا بصمودهم ومقاومتهم الأسطورية فرنسا الدولة الاستعمارية المتغطرسة على حزم أمتعتها والرحيل دون قيد أو شرط، ساحبة خلفها عار الاحتلال وذلّ العجز عن إخضاع شعب لم يعرف في تاريخه الخضوع لمحتل، شعب تمرّس على الكفاح والنضال والكرامة، وسطّر عبر تاريخه الطويل ملاحم خالدة في مجابهة الأعداء والطامعين من أجل صون عزته وحماية أرضه واستقلاله.
لقد صنع لنا الأجداد من تضحياتهم المباركة حدثا تاريخيا نستمد منه روح الصمود والعزيمة لصنع المزيد من الملاحم والانتصارات التي تحصن الوطن وترفع علمه واسمه وتحمي حدوده من كل غازٍ وطامع.
لم يكن طريق الاستقلال والجلاء معبداً بالأحلام أو مفروشاً بالورود كما يتصور البعض، بل كان وعراً وشاقاً تخلله الكثير من الصعوبات والمشاق، ويسجل للسوريين أنهم كانوا الأسرع بين أشقائهم في طرد الغزاة والحصول على استقلالهم الكامل والناجز، فمنذ وطأ الفرنسيون أرض سورية بين عامي 1918 و1920 بذريعة الانتداب هبّ أبناؤها الشرفاء في كل المناطق لمقاومتهم، فأشعلوا الأرض من تحت أقدام المحتلين، من الساحل وجباله العصية إلى دمشق المقاومة، ومن جبل العرب الأشم حتى سهول حلب الشهباء ومن جبل الزاوية الصامد حتى دير الزور عروس الفرات الأبية.
ولعل أولى الملاحم الخالدة على طريق الاستقلال بدأت في ميسلون عندما واجه وزير الحربية آنذاك البطل يوسف العظمة ورفاقه جحافل غورو المدججة بأحدث أنواع السلاح من طائرات ودبابات ومدافع، في معركة شرف غير متكافئة، ليسجل التاريخ أن سورية عصية على الغزاة والطامعين وأنها مقبرتهم في نهاية المطاف ومقبرة مشاريعهم الاستعمارية وكانت هذه باكورة رسائلهم.
ثم تواصلت الثورات في كل المناطق، وتوحّد أبناء سورية خلف قيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش، كما حمل راية النضال ضد المستعمر إلى جانبه رجال عظام كالشيخ صالح العلي والمناضل إبراهيم هنانو ومحمد الأشمر وأحمد مريود وحسن الخراط وغيرهم، فقادوا معركة الاستقلال المريرة على مدى ٢٦ عاما وكان لهم ما أرادوا، حيث خرج الغزاة مهزومين مدحورين وتحقق الاستقلال، لتكرّ سبحة الهزائم الفرنسية والبريطانية من لبنان والعراق إلى تونس والمغرب ومن مصر إلى الجزائر، حيث كان لاستقلال سورية آنذاك وقع ومؤثر في قلوب العرب لما تمثله في الوجدان القومي.
وبعد معركة الاستقلال الطويلة حمل أبناء سورية راية المواجهة مع المشروع الصهيوني دفاعا عن فلسطين، فخاضوا في سبيلها العديد من المعارك الشرسة وما زالوا مستمرين باحتضان ودعم المقاومة حتى تحرير كل الأراضي العربية المحتلة، ولعلها من المصادفات ذات المدلول العميق أن تمر ذكرى الجلاء هذا العام وقد أنجزت سورية معظم انتصاراتها في محاربة الارهاب، بعد أن احتشد كل أشرار العالم وإرهابييه ومرتزقته على ارضها طيلة عشر سنوات، بدعم مباشر من دول الاستعمار القديم والجديد إلى جانب ورثة السلطنة العثمانية البائدة إضافة إلى الكيان الصهيوني وبعض مشيخات النفط العميلة، حيث خاض أبناؤها أشرف واعتى المعارك دفاعا عن الاستقلال والكرامة وما زالوا يخوضون معركة الحفاظ عليه رغم كل أشكال الضغوط والتآمر والعدوان والحصار التي تمارس ضدهم.
ولعلها من الأقدار العظيمة أن سورية بشعبها الأبي الصامد وجيشها البطل وقيادتها الشجاعة قد خيبت آمال المتآمرين، حيث كان الأبناء والأحفاد في الموعد وردوا التحية لرجال الاستقلال بأحسن منها، ووقفوا صامدين في وجه الإرهاب وداعميه وألحقوا به هزائم في كل الساحات، مسطرين بدمائهم وتضحياتهم أروع قصص البطولة والفداء، وضاربين أروع الأمثلة في البذل والعطاء، ومقدمين القدوة الحسنة في التضحية وحب الوطن لكل الأجيال القادمة.

آخر الأخبار
إعلان بغداد: الحفاظ على أمن واستقرار سوريا واحترام خيارات شعبها للمرة الأولى.. انتخابات غرفة سياحة اللاذقية ديمقراطية "الاتصالات " ترفع مستوى التنسيق  مع وسائل الإعلام لتعزيز المصداقية مياه " دمشق وريفها: لا صحة للفيديو المتداول حول فيضان نبع الفيجة  "موتكس" يعود كواجهة لمنتج النسيج السوري إطلاق الوكالة الأولى للسيارات الكهربائية بسوريا وتوريد أول 500 سيارة  ورشة العدالة الانتقالية توصي بتشكيل هيئة ومعاقبة المتورطين بالجرائم  "بطاطا من رحم الأرض السورية"..  مشروع وطني يعيد تشكيل الأمن الغذائي   مشاركون في قمة بغداد: مواصلة دعم سوريا ورفض أي اعتداءات  الوزير الشعار "يطمئن" على معمل الليرمون  بعثة طبية لـ"سامز" تستهدف عدة مستشفيات في سوريا الشيباني أمام قمة بغداد: سوريا لجميع السوريين ولا مكان فيها للتهميش أو الإقصاء البنك الدولي: سعداء بسداد متأخرات سوريا ومجال لإعادة التعامل  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال القمة العربية الـ 34 في بغداد  ArabNews: فرصة تاريخية لانطلاقة إيجابية في بلاد الشام م. العش لـ"الثورة": قطاع التأمين سيشهد نقلة نوعية تطوير مهارات مقدمي الرعاية الاجتماعية في درعا   تحت إشراف مباشر من محافظ السويداء، عدد من طلبة السويداء يتوجّهون اليوم إلى جامعة "غباغب"..   كيف يواجه الأطفال تحديات التكيف بعد سنوات من اللجوء؟  استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة