الثورة أون لاين – شعبان احمد:
“عيد الجلاء عزة الماضي وكرامة الحاضر”.. بهذه العبارة اختصر السيد الرئيس بشار الأسد قدسية و رمزية عيد الجلاء بطرد الاستعمار الفرنسي من أرض سورية..
ففي مثل هذا اليوم من كل عام تتعالى زغاريد النساء السوريات فرحاً و انتصاراً و فخراً بهيبة رجال سورية الذين تشابكت أياديهم في مقاومة الاحتلال الفرنسي الغاشم و كسر شوكة انتدابه المزعومة لتشكل عنوان تفاصيلهم الوطنية و القومية تحمل في طياتها معاني العزة و الكبرياء و عدم قبول وجود الأجنبي و أن سورية عصية على كل معتد…
السوريون بتلاحمهم اعتلت كلمتهم المنبر و تسيدت الميدان و طردوا آخر جندي فرنسي من أرضهم المقدسة الذين حاولوا تدنيسها بوساخة استعمارهم و تمثيليات انتدابهم الهزلية…
انتصر السوريون يوم 17نيسان 1946و حرروا أرضهم من احتلال فرنسي غاشم مارس إرهاباً موصوفاً ضد الشعب السوري فقصف المدن بالطائرات و نكل بالشعب الأعزل و نهب ثرواته..
هذا الاحتلال كان وقعه ثقيلاً على السوريين بما ترافق من إجراءات اقتصادية و سياسية و عسكرية اتسمت بالقسوة و الإرهاب متعدد الصنوف بحق الشعب السوري… سرق خيرات البلاد و ثرواتها.. أرهب الشعب.. حاربه بلقمة عيشه… فانتفض السوريون و كانوا على قلب رجل واحد من خلال قيام الثورات المتزامنة في الجبال الساحلية و جبل العرب و جبل الزاوية بقيادة المجاهدين صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو و غيرهم من المجاهدين الذين أثبتوا أن سورية عصية على كل غاز و معتد…
تكللت الثورات و ما رافقها من تضحيات فأشرقت شمس الحرية على أرض سورية.. رفرف العلم خفاقاً و اعتلت راياتها القمم… فكان شاهداً على أن الباطل جولته قصيرة…
فسورية و ما تمتلك من مقومات و أسرار البقاء جعلها منيعة ضد الفناء…
اليوم يشبه الأمس… سورية قلب العالم و بوابة الحرية و الحضارة يحاول الاستعمار بمسمياته الجديدة بعد أن غير جلدة إرهابه الدخول إلى سورية ففرض عليها حرباً إرهابيةً منذ أكثر من عشر سنوات استخدم فيها أبشع أنواع الإرهاب المركب بأشكاله العسكرية و الاقتصادية و الإعلامية…
هؤلاء الجهلة لا يقرؤون التاريخ و لا يتعلمون من دروسه… الاستعمار العثماني استمر مئات السنين و خرج صاغراً متفاعلاً بثقافتنا غير فاعل… الاحتلال الفرنسي بعظمة جيوشه لم يستطع الصمود أمام بنادق رجال سورية…
السيناريو واحد.. أمريكا و حلفاؤها الغربيون و في مقدمتهم فرنسا يدعمون التنظيمات الإرهابية و يمارسون الحصار الاقتصادي و يسيسون المنظمات الدولية… ينهبون الثروات و يدمرون البنى التحتية… و بقيت سورية صامدةً واقفةً شامخةً عصيةً على أطماعهم وإرهابهم ومشاريعهم بفضل بسالة جيشها و مقاومة شعبها و حكمة قيادتها…
سورية التي قهرت الاحتلال الفرنسي و قبله الاحتلال العثماتي ستواصل نضالها الذي اعتادت عليه و مقاومتها للمخططات الغربية الأمريكية العثماتية و كما طردت آخر جندي فرنسي ستطرد الاحتلال الأمريكي و التركي و تنظف أرضها من رجس الإرهاب لتبقى سورية بوابة العالم الحر و محور حضارته ….