من رسائل الغاز إلى البنزين فالسكر والأرز إلى رسائل المازوت وربما الخبز يجد المواطن نفسه ساعي بريد أو صندوق للبريد اليومي المستعجل ينتظر تأمين حاجياته الأساسية دون غيرها في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة حمّلته أعباء إضافية لا يملك إمكانية تحملها أبداً ولو في الحد الأدنى والمتدني…!!
في بديهيات العلوم الرياضية والفلسفية وغيرها من العلوم الأخرى إذا كانت البدايات صحيحة فحتماً ستكون النتائج كذلك ،والمقدمة تعطيك النتيجة لكن في موضوع الرسائل النصية التي اتبعتها الجهات المعنية لتأمين الغاز والبنزين والمواد المقننة المدعومة حكومياً تختلف المعايير ويكون للإجراءات التي تضعها الحكومة والقرارات التي تتخذها بين وقت وآخر صعوداً أو هبوطاً سواء في الزمن أو الكمية نتائج أخرى…!!
بالتأكيد نتفق تماماً 100% ومن حيث المبدأ بضرورة العمل بنظام الرسائل النصية هذه في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية التي نمر بها بفعل حصار ظالم وإرهاب اقتصادي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها والذي يهدف إلى تجويعنا وإخضاعنا لإرادتها وسياستها العدوانية وهذا أصبح من المسلمات والبديهيات التي نعرفها جميعاً قناعة ويقيناً.
لكننا ندرك أيضاً ونعلم أن هناك من بين هذه الإجراءات والآليات والقرارات التي تتخذها السلطة التنفيذية خاصة فيما يتعلق بالأمور الخدمية والمعيشية وعلى وجه التحديد في طريقة إدارة الموارد وتأمين المشتقات النفطية إلى جانب الخبز والسكر والأرز وغياب الزيت كحاجة ماسة لا تقلّ ضرورة عما ذكرناه، ما يحتاج إلى إعادة نظر ودراسة جدّية تأخذ في الاعتبار الحالة الاقتصادية للمواطن وقدرته الشرائية من جهة، وحاجته الماسة إلى مثل هذه المواد والسلع يومياً ليستمر في العيش،
وبالعودة إلى اعتماد آلية الرسائل المتبعة التي أصبح الجميع يعرفها بحكم التجرية فإنها حتى الآن مرهونة بحالة العرض والطلب أولاً، وسوء إدارة التوزيع ثانياً.
بحالةالعرض والطب نعلم تماماً كيف تختلف المعايير والمؤشرات تصاعدياً أو تنازلياً وتختلف الأمور في حال الوفرة والندرة وهنا يكون دور السلطة التنفيذية سلباً أو إيجاباً في وضع الخطط والبرامج والإجراءات الاستباقية لأي حالة طارئة.
أما في حال إدارة التوزيع فالأمر يختلف كثيراً وتصبح الضرورة والحاجة ماسة أكثر فأكثر لحسن إدارة المتوفر والموجود وهذا ما أخفقنا في تحقيقه إلى حدٍّ كبير، وهنا يكون المجال واسعاً جداً للكثير من العناصر والأسباب التي تفسد وتسيء وأحياناً تخرب رغم كلّ الجهود الجبارة التي تعمل لتأمين ما أمكن وفق المتاح.
ولو أردنا أن نذكر الأمثلة فهي كثيرة جداً ولا تحتاج للتعداد فعلى سبيل الذكر لا الحصر بعض محطات الوقود تصلها كميات كبيرة من البنزين دون أخرى وبعض صالات بيع المواد المدعومة الأمر نفسه وكذلك آلية توزيع مخصصات المازوت والخبز والغاز وحتى الكهرباء.
فإذا كان المواطن ينتظر هذه الرسائل بحكم الأمر الواقع والظروف فرسالته الوحيدة التي يوجهها للحكومة… لطفاً عدالة بالتوزيع.
حديث الناس – هزاع عساف