حرب أفغانستان والاستثمار بالإرهاب!

منذ البداية كانت الحرب الأميركية على أفغانستان يلفها غموض عميق يثير بدوره استفهامات لا نهاية لها، لجهة الأهداف من هذه الحرب الهوجاء التي تم استخدامها من قبل إدارة بوش الابن لتعميم مبدأ الحرب الاستباقية التي أصبحت فيما بعد سياسة أصيلة لدى واشنطن، ووسيلة أساسية لتحقيق الأهداف الأميركية في الهيمنة والسيطرة حول العالم، وتوسيع انتشار التنظيمات الإرهابية على مختلف تسمياتها في جهات الأرض الأربع.

وبالرغم من أن هذه الحرب التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية تحت شعارها سيئ الصيت “من ليس معنا فهو ضدنا” رداً على هجمات 11 أيلول الإرهابية الغامضة، قد بدأت بإعلان العداوة القصوى بينها وبين صنيعتها تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان ومعها حركة طالبان التي يتقاسم معها المبادئ والفكر، إلا أنها انتهت بعلاقات معلنة بين الطرفين ودية ومتينة، تشهد عليها جولات المحادثات العديدة والمتواصلة بينهما في أكثر من عاصمة والتي تؤسس لعلاقاتهما في المرحلة المقبلة.

إضافة الى ذلك انتهت هذه الحرب أيضاً باستنساخ الأميركيين لتنظيمات إرهابية جديدة عن صنيعتهم القاعدة أكثر إجراماً وأوسع انتشاراً، كما هو الحال مع تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في سورية والعراق، وغيرهما من التنظيمات المتطرفة التي لا تؤمن إلا بالأجندة الأميركية الصهيونية، ولا تعمل إلا ضد شعوب منطقتنا ودولها.

وما دفعنا للحديث عن هذه الحرب التي أعادت أفغانستان مئة عام إلى الوراء إن لم يكن أكثر، هو ما تم نشره اليوم من جانب فريق تقصي الحقائق في “بي بي سي” تعليقاً على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن نيته سحب القوات الأميركية من هذا البلد المنكوب في11 أيلول من هذا العام، بدلاً من 1 أيار القادم الموعد الذي وافق عليه الرئيس السابق دونالد ترامب، وكذلك لعلاقتها الوطيدة كما أسلفنا بالتنظيمات الإرهابية المستحدثة وبالحرب الإرهابية على سورية المستمرة منذ عشر سنوات.

وبغض النظر عما تضمنه تقرير فريق الـ”بي بي سي” من أرقام لافتة حول التكلفة البشرية والمادية لهذه الحرب من الجانبين الأميركي والأفغاني، إلا أن اللافت في كل ما يتعلق بهذه الحرب المدمرة هو أنها بدأت كذباً وزوراً تحت شعار محاربة الإرهاب، وانتهت باعتماد التنظيمات الإرهابية بكل تصنيفاتها كاستثمار لا ينتهي خدمة للأجندات الأميركية!.

حدث وتعليق -راغب العطيه

آخر الأخبار
جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر سوريا: توغل قوات الاحتلال في بيت جن تصعيد خطير يهدد السلم والأمن الإقليميين قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بمناطق في ريفي دمشق والقنيطرة ازدحام كبير في استلام تعويضات المهجرين العائدين إلى درعا تحسين الشبكة الكهربائية في جرمانا الشيباني يبحث مع نظيريه السعودي والتركي جهود دعم استقرار المنطقة د.عامر خربوطلي: المعرض فرصة تاريخية ويعبر عن حالة اقتصادية جديدة عدنان الحافي: دور بارز بالترويج للمنتجات الوطنية