لماذا الهجوم على الانتخابات؟

لم يعد مخفياً على أحد أن الحرب التي شنت على سورية مع بداية عام 2011 -ولاتزال- هي حرب على بنية الدولة ومؤسساتها وشعبها، ولذلك كان التركيز فيها على تقطيع أوصال البلاد وتدمير البنى التحتية الذي أراد من خلاله رعاة الحرب ومدبروها أن يفضي في النهاية إلى انهيار الدولة وإقامة كانتونات متناحرة تحتكم إلى الغرب وربيبته “اسرائيل” في تسيير شؤونها وتسوية خلافاتها لتصبح كما بعض الدول في المنطقة مستلبة القرار السيادي.
ولا يعدو التشبث التركي بحماية الإرهابيين في إدلب عن كونه جزءاً من الحرب على الجغرافيا السورية وعلى كيان الدولة، وكذلك احتلال الولايات المتحدة لمنطقة التنف على الحدود السورية العراقية وحقول النفط في الجزيرة لايخرج أيضاً عن كونه أداة لمحاولة ضرب تماسك الدولة وفرض أجندة واشنطن السياسية على المشهد السوري.
في المقابل، كان قرار الدولة السورية والشعب السوري المواجهة والتحدي على مستوى الميدان والسياسة، ورغم كل التحشيد الإرهابي في الميدان والتصعيد الغربي في السياسة والاقتصاد، استطاع السوريون أن ينتقلوا في معركتهم من الدفاع إلى الهجوم وتم تحرير مناطق واسعة واستعادة الأمن لمحافظات عدة وإعادة أهاليها إليها.
ليس هذا فحسب، بل استعادت عجلة الإنتاج في المدن الصناعية في حلب وحمص وريف دمشق عافيتها وبدأ الفلاحون زراعة أراضيهم في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب بعد أن غابت عنها سكة المحراث لسنوات، وعادت شرايين النقل البرية والسكك الحديدية إلى الحركة بشكلها الطبيعي، ولم تتوقف مؤسسات الدولة بمختلف أشكالها عن مواصلة عملها وتقديم الخدمة وإدارة الدولة بقدر عالٍ من الإرادة والمسؤولية.
اليوم، وكما في الانتخابات الرئاسية عام 2014 وفي انتخابات مجلس الشعب عام 2020، يستعر فحيح أفاعي الإرهاب التكفيري وتشتد الحرب السياسية والاقتصادية واستخدام كل أشكال الحرب النفسية والإعلامية والاقتصادية والكيماوية في محاولة للتأثير في مسار الدولة وسير العملية الانتخابية، وما أعلنته وزارة الدفاع الروسية أمس من القضاء على نحو 200 إرهابي في بادية تدمر كانوا يخططون بتدريب أمريكي لشن هجمات على مؤسسات الدولة السورية قبيل الانتخابات سوى أحد وجوه هذا السعار الغربي على الانتخابات الرئاسية.
لكن -كما في كل مفصل تاريخي- يثبت الشعب السوري، رغم التحديات والصعاب ورغم الحرب الاقتصادية على لقمة عيشه والثمن الكبير الذي دفعه من دماء أبنائه، أنه أقوى من التحديات إدراكاً منه أن الانتخابات الرئاسية هي جزء من معركة السوريين للحفاظ على دولتهم وبنيتها واستمراريتها والحفاظ على السيادة والقرار الوطني المستقل.
لأجل كل هذا تستعر أبواق التحريض والتشكيك وتشتد الضغوط الاقتصادية والحصار، ومن هنا فإن كانت المشاركة في الانتخابات في الأوقات الطبيعية حق وواجب فهي في أوقات الحروب والمواجهة المفتوحة مع أعداءٍ يخططون لانهيار البلد، تصبح دفاعاً عن المستقبل وعن حقنا في الحياة، وتصبح استكمالاً لمهمة جيشنا الباسل الذي ضحى على مدار السنوات العشر الماضية لدحر الإرهاب واستعادة الحياة الطبيعية لمناطق واسعة، وتصبح خطوة في طريق القضاء الكامل على الإرهاب ودحر المحتلين واستعادة سورية أمنها وأمانها.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

 

آخر الأخبار
الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتدعو إلى ترجمة الخطوة بدعم ملموس  تركيا:رفع العقوبات عن سوريا خطوة إيجابية.. وفيدان يُعلن عن زيارة لدمشق  مبادرة "جذوري" لتقوية الطلاب العائدين باللغة العربية   محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا