مواعيدنا الدستورية وثوابتنا الوطنية

عقد من الزمن لم تتوقف فيه آلة العدوان الغربية عن صب حقدها وجحيمها على السوريين، عقد متخم بكل صنوف الإرهاب وأشكال العدوان والتدمير الممنهج لمؤسسات الدولة وجيشها واقتصادها، وما مقتل 200 إرهابي يوم أمس إلا الدليل والشاهد على ذلك.

عقد يمكن وصفه “بعقد الإرهاب” بكل ما رافقه من حملات تضليل وكذب مبرمج من قبل قنوات منظومة العدوان الفضائية وأدواتها الإعلامية الأخرى، لكن ذلك كله لم يثن إرادة السوريين، بل صمدوا وثبتوا بوجه المعتدين، ودحروا الإرهاب، وحافظوا على وحدة ترابهم الوطني، وأكثر من ذلك فإنهم تمكنوا من الالتزام بمواعيد الاستحقاقات الدستورية التي يفرضها دستورهم رغم كل الهجمة الشرسة عليهم وعلى دولتهم ومؤسساتهم وحكومتهم.

من هنا فإن قراءة سريعة وعاجلة لإعلان مجلس الشعب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية تطبيقاً لأحكام الدستور، ودعوة الراغبين بالترشح إلى تقديم طلباتهم إلى المحكمة الدستورية العليا، تؤكد جملة من المعطيات الهامة جداً في هذا التوقيت الحساس، المتخم بالعدوان وآثار الحصار الجائر من جهة، واستمرار المؤامرات التي تستهدف وحدة الدولة السورية وسيادتها من جهة أخرى.

أولها أنه مهما كان حجم الاستهداف والعدوان فإن السوريين مصرون على ممارسة حقهم في الانتخاب والالتزام بموعد الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية، وأن الحملات الغربية المغرضة والمشككة لن تثنيهم عن القيام بهذا الاستحقاق لأنه مقدس في أوقات “روزنامتهم” الوطنية.

وثاني هذه المعطيات أن هذا الشعب الصابر الذي حمى بإرادته الصلبة استقلاله ورسخ وحدة ترابه الوطني وتمكن من تجاوز آثار إرهابهم وحصارهم قادر على تحقيق التزامه الكامل بالاستحقاقات الدستورية ومواعيدها، وقد أثبت هذه البديهية في أكثر من محطة، وانتخابات مجلس الشعب الأخيرة خير شاهد.

وثالث هذه المعطيات أن شعبنا استطاع، بفضل صموده وانتصار جيشه وثبات دولته وقيادته، أن ينسف كل أوهام منظومة العدوان بتأجيل هذا الاستحقاق تنفيذاً لأجنداتها الاستعمارية وأحلامها المشبوهة، وتمكن بذلك من وضع نظريات المعتدين وتسريباتهم، التي تغمز من إمكانية التأجيل بسبب ظروف الحرب العدوانية وغيرها، وراء ظهره، ولاسيما أن ماكينة الغرب التضليلية روجت كثيراً لضرورة تعليق القوانين وتأجيل الاستحقاقات الدستورية بحجج واهية.

رغم كل الدعم الغربي إذاً لتنظيمات الإرهاب، وإعادة تدويرها وإنتاجها، ورغم الحصار الظالم الذي تشتد حلقاته الجائرة، فإن السوريين ماضون في بناء وطنهم والالتزام بمواعيد استحقاقاتهم الدستورية وتوقيتها لأنهم مؤمنون بأبجديات سوريتهم، التي تقول إن الانتخابات استحقاق دستوري مهم يخلق حركة ديمقراطية ومنافسة حقيقية هدفها مصلحة الوطن وبناءه بناءً سليماً يحترم تلك الأبجديات ويقدس مواعيدها.

البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير – أحمد حمادة

 

 

آخر الأخبار
درعا.. القبض على عصابة قطاع طرق الشرع يبحث مع ملك البحرين في المنامة العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية تشكيل مجالس علمية في مشافي حلب   الاحتلال يقصف خياماً للنازحين.. والأمم المتحدة ترفض خطة المساعدات الإسرائيلية الأمن العام يعزز تواجده على أتوتستراد دمشق - درعا رفع كفاءة كوادر وزارة الكهرباء في مؤتمر "نهضة تك".. وزير الاتصالات: نلتزم بتوفير بيئة تقنية ومنظومات رقمية تخدم المجتمع France 24: إضعاف سوريا.. الهدف الاستراتيجي لإسرائيل فيدان: مبدأ تركيا أن يكون القرار بيد السوريين لبناء بلدهم "أوتشا": الألغام ومخلفات الحرب تخلف آثاراً مميتة في سوريا الرئيس العراقي: القيادة السورية من تحدد مستوى المشاركة في القمة العربية مؤتمر "نهضة تك" ينطلق في دمشق.. ومنصة "هدهد" لدعم الأسر المنتجة جودة طبيعية من دون غش.. منتجات الريف تصل المدن لدعم الصناعة السورية.. صفر رسوم للمواد الأولية أرخبيل طرطوس.. وجهات سياحية تنتظر الاهتمام والاستثمار مركزان جديدان لخدمة المواطن في نوى وبصرى درعا.. تنظيم 14 ضبطاً تموينياً اللاذقية: تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على حريق ربيعة الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير!