وانتصرت إرادة الحياة في سورية

 

الثورة أون لاين- سامر البوظة :
منذ ما يقارب العشر سنوات وسورية ما زالت تتعرض لأبشع وأقذر حرب عرفها التاريخ، حرب يقودها الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، الراعيان الأكبر للإرهاب في العالم، وبعض الأنظمة الإقليمية، عبر مرتزقتها الإرهابية وعصاباتها الإرهابية المجرمة التي جلبتهم من كل أصقاع الأرض، والذين عاثوا قتلاً ونهباً ودماراً لإركاع هذا البلد وتطويعه كونه رأس الهرم في محور المقاومة، والصخرة الأخيرة التي صمدت ووقفت في وجه تلك الدول وفي وجه تمرير مخططاتها الاستعمارية التي تستهدف المنطقة ووجودها والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها.
فلم تبق وسيلة إلا واستخدمتها منظومة العدوان لتدمير هذا البلد والقضاء عليه، فمارس أقطابها أبشع أنواع الإجرام بحق الحجر والبشر، من قتل للأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، إلى هدم المنازل والمساجد والكنائس، وتشريد الأهالي، وصولاً إلى تدمير البنى التحتية ومؤسسات الدولة الخدمية والاقتصادية للقضاء على أي مكون للحياة، وبالرغم من كل ذلك إلا أن الصمود الأسطوري لشعبنا الأبي في سورية والبطولات التي سطرها جيشنا الباسل الذي قارع الإرهاب الدولي العابر للقارات، وأفشل كل مخططات العدوان وأدواته الإرهابية تلك، وعلى الرغم من التكلفة العالية التي دفعناها، إلا أننا في النهاية انتصرنا، نعم انتصرنا لأننا أفشلنا الخطط العدوانية المحاكة لنا، وبقيت سورية شامخة.
إن هذا الصمود والنصر أذهل العالم وأثار جنون الأعداء، وهو ما دفعهم إلى المزيد من الضغط على الدولة السورية وعلى الشعب السوري، الأمر الذي يعكسه الحصار الجائر والعقوبات الظالمة التي فرضتها ولا تزال منظومة العدوان تلك، وآخرها “قيصر” الإرهابي، والتي تستهدف بالدرجة الأولى لقمة عيش المواطن وغذائه ودوائه قبل أن تستهدف الدولة ومؤسساتها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حالة الجنون والهستيريا التي تعيشها تلك المنظومة بعد هزيمة مشروعها الاستعماري وفشلها في تحقيق أهدافها الدنيئة طيلة سنوات الحرب العشر الماضية، وهو إقرار رسمي بهزيمتهم شاء من شاء وأبى من أبى، مهما كابر أولئك الحاقدون أو حاولوا الهروب من هذه الحقيقة.
النصر الذي تحقق لم يكن على الإرهاب وداعميه فحسب وليس في الميدان فقط، إنما كان بالإرادة والعزيمة التي يتصف بها الشعب السوري الصامد الذي لا يعرف الانكسار أو الهزيمة، فضمد جراحه وأصر على إكمال مسيرة الحياة والبناء معاً على الرغم من الحرب والحصار والظلم الذي تعرض له ولا يزال.
واستمرار الحياة في سورية بالرغم من تلك الحرب الإرهابية الظالمة، وبقاء الدولة ومؤسساتها بحد ذاته انتصار وإنجاز يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي تحققت وتراكمت بعد أن نفضت سورية عنها غبار الإرهاب، فعلى الصعيد الداخلي لم تغلق المدارس واستمرت فيها الدراسة وكذلك الجامعات، والمشافي أيضا والمعامل والمصانع والأفران ومؤسسات الدولة الخدمية بأكملها لم تتوقف عن العمل إلا في بعض المناطق التي كانت محتجزة بيد الإرهابيين، وبعد تحريرها منهم على أيدي أبطال الجيش العربي السوري عادت إلى العمل، والدولة أعادت إصلاح البنى التحتية وإعمار ما خربه الإرهاب بخبرات وسواعد وطنية، رغم الحصار وشح الموارد والإمكانات، والموظفون لم تتوقف رواتبهم رغم الحرب، وغير ذلك الكثير من الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى، والتي تحققت رغم الجروح والآلام.
وأما على الصعيد الخارجي والدولي فاستطاعت سورية أن تثبت وجودها في المحافل الدولية وأن توصل صوتها والصورة الحقيقية لما حدث ويحدث، وكشفت للعالم خفايا وأبعاد المؤامرة التي حيكت ضدها والحرب الإرهابية الظالمة التي شنت عليها بعد أن تكالبت عليها أكثر من ثمانين دولة، وفضحت مراميهم وأهدافهم الحقيقية الدنيئة، وهذا ليس غريباً على سورية وعلى دبلوماسيتها، فلطالما كانت ولا تزال الرقم الصعب الذي يحسب له العالم ألف حساب، والصخرة التي تتحطم عليها كل مخططات العدوان ومشاريعه.
الشعب السوري لطالما أثبت قدرته وإرادته العالية في التحدي وفي تحقيق المعجزات سواء في ميدان الاقتصاد والعمل أو في ساحات المعارك التي شهد العالم أجمع بطولات والجيش السوري وقدرته على الصمود والوقوف في وجه أعتى وأقذر حرب عرفها التاريخ، وهو مصمم على استكمال مسيرة التحرير والبناء حتى تحرير كامل التراب السوري وتطهيره من رجس كل إرهابي مارق أو محتل آفل

آخر الأخبار
تعليق شامل للرحلات الجوية السورية وإغلاق المجال الجوي بسبب التصعيد الإقليمي  كوسا لـ"الثورة": بعد رفع حظرها .. " بينانس " تسهيل  استقبال الأموال وتُخفّف الطلب على الذهب   بعد الرد الإيراني.. حديث إسرائيلي عن دمار كبير في "تل أبيب" تسعيرة القمح تصدم الفلاحين في حلب .. موسم جاف وخسائر لا تعوض  ArabNews : إدانات عربية وتركية للهجمات الإسرائيلية على إيران إيران تبدأ ردها الانتقامي بمئات الصواريخ على "تل أبيب" مرسوم بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ترامب: إسرائيل استخدمت عتاداً أميركياً وحاولت إنقاذ إيران من الإذلال  من يرد المارد الإسرائيـلي إلى فانوسه الدموي ؟  خبراء وباحثون: الضربات الإسرائيلية على إيران تنذر بتداعيات خطيرة  الكردي لـ"الثورة": الهجوم الإسرائيلي على إيران استكمال لمخطط تغيير وجه المنطقة بعد الهجمات الإسرائيلية.. المفاوضات الأميركية - الإيرانية إلى أين؟ الغريب من أنقرة: حلب تتجه نحو الرقمنة ومطار دولي جديد قيد الدراسة إسرائيل تغلق سفاراتها حول العالم.. وتحذيرات للسفن من المرور في البحر الأحمر و"هرمز"  في أول إحاطة أممية لها.. كينتانا: كشف مصير المفقودين ضرورة وطنية وإنسانية لبناء سوريا جهاز طبقي محوري لمستشفى جاسم الوطني حملات توعوية حول انتشار الأمراض المعدية في ريف درعا تلوث في "نطنز" بعد استهدافها.. وهذه أخطر المنشآت النووية الإيرانية بعد الهجمات الإسرائيلية..ترامب يمنح إيران فرصة ثانية للتوصل إلى اتفاق خامنئي: إسرائيل "ستواجه عواقب" هجومها على إيران