الثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
شهدت سورية خلال الحرب الإرهابية التي تشنها قوى الاستعمار الغربي سلسلة أعمال تخريب ممنهج ومقصود على أيدي الإرهابيين التابعين لذلك الغرب والمؤتمرين بأمر حكوماته، وهذا التخريب والتدمير طال كل شيء، الشجر والحجر والبشر، وساهم في إحداث دمار كبير في عجلة الاقتصاد والبنى التحتية والمصانع ومحطات المياه والكهرباء، وحتى منازل المواطنين وأرزاقهم، وكل ذلك ترافق مع عمليات القتل والتهجير، وزرع الفتن والفوضى.
كل تلك الجرائم عكست الأجندة الأميركية والغربية والصهيونية والتركية، التي أعدت في كواليس استخباراتهم لمحاولة ضرب سورية من الداخل وتدمير مؤسساتها، وتحميلها أعباء اقتصادية هائلة تجعل منها دولة محكومة لمشيئة الغرب الاستعماري، وبالتالي إبعادها عن مبادئها في تحرير الأراضي العربية، المحتلة ومنعها من الوقوف في وجه المشاريع الصهيو أميركية.
فكانت تداعيات الدمار الواسع الذي شهدته سورية منذ آذار من العام 2011 بفعل الإرهاب ومموليه من دول العدوان كارثية على اقتصاد السوريين، وعلى كافة مناحي الحياة، كما أن تكاليف إصلاح هذه الأضرار هائلة للغاية، وكل ذلك جاء في ظل وقوف بعض المجتمع الدولي بموقف المتابع من بعيد، وتصفيقه لمن قام بالمتاجرة بدماء السوريين، وتحريضه على متابعة أعمال التخريب والدمار في سورية لغايات دنيئة لا أخلاقية ولا قانونية.
وبعد أن بدأ النصر يرتسم على الجغرافية السورية في ظل سقوط المشاريع الغربية الإرهابية وتحطمها على الصخرة السورية، وتمكن الجيش العربي السوري من تحرير الغالبية الساحقة من المناطق والمدن في سورية من الإرهاب، تحول تركيز الدولة السورية إلى إعادة إعمار ما هدمته التنظيمات الإرهابية في البلاد، على الرغم من شح الإمكانات وقلتها، بسبب الحصار والعقوبات التي يمارسهما الغرب الاستعماري وعلى رأسهم أميركا، ما حدّ من قدرات إعادة الإعمار، لا سيما أن العقوبات طالت قطاع البناء والاستثمار وحتى المستثمرين من أشخاص وشركات محلية ودولية وكل ما من شأنه تسهيل عملية البناء والتطوير.
وعلى الرغم من كل تلك التحديات والصعوبات إلا أن الإرادة السورية كانت دائماً هي الأقوى والأنجع في مواصلة طريق بناء الدولة، عبر سلسلة مراسيم وقرارات تخص إعادة الإعمار طبقتها على الأرض، وكانت نتائجها إيجابية وأكثر فاعلية، مع بقائها محصورة ضمن الإمكانات السورية المحدودة.
كما سجلت المؤسسات الحكومية والشركات المحلية حضوراً كبيراً في تقديم العديد من المشاريع المستقبلية والدراسات المهمة لإعمار سورية بأيدي أبنائها وكفاءات وخبرات شبابها، إيماناً منهم بأهمية مشاركتهم في بناء البلد، كما قامت تلك الجهات بتنفيذ العديد من المشاريع في هذا الإطار وفقاً للأولويات.
وقد شهدت المحافظات والمدن المحررة الكثير في هذا الإطار كإعادة بناء الجسور ومد الطرق وإعادة الشبكات الكهربائية، وبناء المدارس والجامعات المتضررة، كما كان للمدن الصناعية في عدرا وحسياء الاهتمام الأبرز، والذي من خلاله يتم إعادة تدوير عجلة الإنتاج، إضافة لتقديم التسهيلات للمواطنين المتضررين من الإرهاب لإعادة بناء بيوتهم ومعاملهم، ومؤخراً عادت معامل وورشات حلب للعمل شأنها كشأن الكثير من الأمور التي بدأت بالعودة تدريجياً ضمن خطة عمل إعادة الإعمار.