الثورة أون لاين – سامر البوظة:
منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية وطوال العشر سنين الماضية كان واضحا سعي منظومة العدوان الغربية التي تقودها الولايات المتحدة إلى تدمير سورية وإضعافها بأي شكل من الأشكال عبر الإرهاب والاستهداف الممنهج لمؤسساتها وبناها الاقتصادية والاجتماعية وتدمير البنى التحتية وكل مقومات الدولة، إلا أن السوريين صمدوا رغم كل ظروف الحرب والحصار وقاوموا وأفشلوا كل مخططات العدوان التي كانت ولا تزال تستهدف وحدتهم وسيادتهم واستقلالهم، وسجلوا انتصارات ساحقة في الميدان ودحروا الإرهاب.
واليوم سورية وشعبها على موعد مع استحقاق جديد وانتصار جديد يضاف إلى سجل الانتصارات السابقة، والذي يتمثل بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السادس والعشرين من شهر أيار القادم، هذا اليوم الذي سيرسخ من خلاله السوريون انتصاراتهم, ويعززون حبهم وانتماءهم لبلدهم عبر ممارسة حقهم الدستوري ومشاركتهم في خوض غمار هذا الواجب الوطني.
فإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد ليس حدثا عابرا أو عاديا خاصة أنه يأتي في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تسعر فيها قوى الإرهاب من عدوانها وتسخر كل إمكاناتها لمنع السوريين من إنجاز هذا الاستحقاق المهم وعرقلته, والذي سيكون بمثابة إعلان انتصار على هذه القوى وهزيمتها, كما أنه يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات, ويبعث في نفس الوقت رسائل واضحة ومباشرة لمنظومة العدوان بأن الشعب السوري متمسك بممارسة حقوقه السيادية وهو ماض بخطى واثقة وثابتة خلف جيشه وقيادته في مسيرة إعادة البناء والإعمار والدفاع عن كل مكتسباته وحقوقه الوطنية, وأنه مستمر في حربه ضد الإرهاب حتى تطهير كامل التراب السوري وطرد كل غاز محتل.
إن إصرار السوريين على الالتزام بموعد استحقاقهم الدستوري يشكل حالة وطنية فريدة بامتياز, ويعبر في نفس الوقت عن إرادة الصمود والتحدي التي باتت سمة بارزة وعنوانا يميز هذا الشعب الذي يرفض المساومة على حقوقه ومبادئه السيادية, وهو في نفس الوقت إعلان للنصر, وهزيمة للمشروع الغربي الاستعماري, لذلك رأينا هذا التخبط والهستيريا داخل معسكر منظومة العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة التي حاولت أكثر من مرة تعطيل إجراء هذه الانتخابات أو حتى تأجيلها تحت حجج ومبررات عديدة, لكنها لم تفلح, لذلك بدأت بتسعير عدائها وحقدها ضد سورية وشعبها, وهو ما ترجمته على الأرض من خلال تصعيد الهجمات والاعتداءات عبر أدواتها ومرتزقتها من الإرهابيين الذين أعادت إحيائهم وتدويرهم, وأعدتهم لمثل هذه اللحظة, مرورا بسياسة الضغوط عبر فرض المزيد من العقوبات الأحادية الظالمة, والتحريض عبر المنصات الدولية وعبر منظماتها التي أثبتت ارتهانها وأنها أداة رخيصة في يد الغرب الاستعماري لتنفيذ أجنداته, وما جرى ويجري من مسرحيات هزلية داخل منظمة حظر الكيميائية ومجلس حقوق الإنسان شاهد على ذلك.
ولكن بالرغم من كل ذلك وعلى الرغم من كل التصعيد الحاصل, فإن الاستحقاق الرئاسي سيجري في موعده, وكل محاولات التشويش أو التعطيل سيكون مصيرها الفشل, فالشعب السوري خبر كل هذه الألاعيب ولن يتراجع أو تلين عزيمته, وهو ماض في خياراته ومتمسك بثوابته الوطنية وبممارسة حقوقه الدستورية, ومصمم على إتمام هذا الاستحقاق المهم وإنجاحه ليكون ترسيخا لانتصاره ولسيادته واستقلالية قراره, وتعبيرا عن حبه وولائه لوطنه, وسيثبت ذلك من خلال المشاركة الواسعة في أداء هذا الواجب الوطني, والتي ستكون أبلغ رد على كل الأعداء والمتربصين, و بالتأكيد سنكون على موعد جديد مع نصر جديد في الـ 26 من أيار القادم.