كثيراً ما نردد العفو عند المقدرة، ولكن لماذا نكملها بالقول: العفو قوة وكرامة وشهامة وقدرة على الانطلاق من جديد نحو صفحات يجب أن تكون بيضاء والصفح أو العفو، ودرجات الترتيب هذه هي السكينة التي تهدئ الروع وتبني سلوكاً جديداً سوياً لمن يكون قد ضل الطريق، وشعر أنه قد ارتكب ما لا يجب أن يكون.
ما ينطبق في هذا على الأفراد أكثر صدقية وقوة ورسوخاً عندما يكون في المجتمع، تنجزه الدولة القوية الصابرة المناضلة في سبيل رفعة وكرامة وعزة أبنائها، لا تميز بينهم، بل تذهب إلى أبعد مما نظن حين تولي الاهتمام والرعاية وقوننة الكثير من القضايا عندما تجد فيهم نوازع قد تحرفهم عن جادة الصواب، تفعل هذا اتقاء ودراية وتحصيناً مسبقاً، وتفعله تقويماً لاحقاً عند من تورط .
في الحرب على سورية، وعلى الرغم من الجراح التي كانت على أيدي الكثيرين من أبناء الوطن، كانت الكرامة السورية فوق هذا كله وكلما ضاقت السبل، ودروب العودة لحضن الوطن، كانت إرادة الدولة حاضرة، تقونن الأمر بقوتها الحضارية والثقافية وبنيتها المجتمعية التي نعتقد أنها أروع بنية _ الاعتقاد هو اليقين المطلق وليس الظن – مجتمعية في العلم من حيث التسامح والقدرة على طي صفحات الآلام مهما كانت عميقة .
تأسيساً على هذه العشرة آلاف عام من الحضارة والقوة والثقة بالقادم وترسيخاً للنصر وبناء المجتمع ومعمارية الكرامة يأتي مرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد، مرسوم من قلب كل سوري، ولنبض كل سوري، يستمد زخمه من إرادة لا تعرف المستحيل لأنها ببساطة يقين كل سوري أن القادم فجر نقي وليس وراء ما نرى إلا فجر مجد يتسامى لأننا ننتصر ببعضنا كما قال السيد الرئيس، ونقوى معاً، وهذا السر الخالد الذي يزداد كل يوم .
من نبض الحدث- ديب علي حسن