الثورة أون لاين- ترجمة ميساء وسوف:
من المتوقع أن ينطلق قريباً صاروخ “لونج مارش 5B ” من ميناء وينتشانغ الفضائي، وإذا سارت الأمور على ما يرام فسوف يدخل الصاروخ “وحدة تيانخه” التي يبلغ وزنها 22 طناً في مدار أرضي منخفض.
تم تصميم “تيانخه”، وهي الأولى من ثلاث وحدات تشكل قلب محطة الفضاء الصينية الثالثة، لثلاثة “رواد فضاء” في وقت واحد، ومن المقرر أن تصل الدفعة الأولى إلى المدار في حزيران القادم.
من الآن وحتى نهاية العام المقبل، تخطط الصين لإطلاق 11 صاروخاً لاستكمال بناء CSS ، كما تسمى الآن بمحطة الفضاء الصينية، ستكون محطة الصين حوالي سدس كتلة محطة الفضاء الدولية (ISS)، التي تدور حول الأرض منذ عام 1998.
تخطط الصين أيضاً لوضع وحدتها البصرية Xuntian، وهي تلسكوب بحجم هابل 300 ضعف مجال رؤية هابل، في مدار على بعد بضع مئات من الكيلومترات فقط من CSS.
وموسكو أيضاُ مشغولة بالفضاء، فقد نقل التلفزيون الروسي هذا الشهر عن نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف قوله إن روسيا ستنسحب من محطة الفضاء الدولية في عام 2025، وتقول موسك أن المحطة القديمة، وهي الوحيدة التي تدور الآن في المدار، غير آمنة.
علاوة على ذلك، نشر ديمتري روغوزين، رئيس مؤسسة روسكوزموس الحكومية للأنشطة الفضائية، مقطع فيديو على Telegram الأسبوع الماضي، ذكر فيه أن “العمل جار بالفعل على أول وحدة أساسية لمحطة الخدمة المدارية الروسية الجديدة”، وسيتم إطلاق الوحدة في عام 2025.
وكانت محطة الفضاء الدولية واحدة من أكثر المشاريع التعاونية وضوحاً بين روسيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ، لذلك يُنظر إلى الانسحاب على أنه رمزي.
ولكن، سواء كان الانسحاب رمزياً أم لا، فإن موسكو ستذهب من تلقاء نفسها، نظراً لأن مصير محطة الفضاء الدولية موضع شك، فهي في الواقع تقترب من نهاية عمرها الإنتاجي، وكما قال مقدم البرامج الحوارية الإذاعية جون باتشلور هذا الأسبوع قد تكون هناك “فجوة في محطة فضائية”، فقد تم بناء CSS في الصين لتستمر لأكثر من عقد من الزمان.
وهذه ليست الفجوة الوحيدة التي قد تنفتح، لأنه لدى الصين وروسيا خطط كبيرة في الفضاء. ففي الشهر الماضي وقع البلدان اتفاقية مفتوحة لبناء واحدة أو أكثر من محطات الأبحاث القمرية على السطح أو في المدار أو كليهما. وفي 23 نيسان، وعلى هامش لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية دعا البلدان(روسيا والصين) دولاً أخرى للمشاركة في محطة أبحاث القمر الدولية، وكانت وكالة الفضاء الروسية قد رفضت سابقاً عرضاً من وكالة ناسا للانضمام إلى منشأة قمرية مماثلة.
الحرب الباردة في مجال الفضاء البارد تقترب بسرعة، تتعاون الطموحات الصينية والمال والتكنولوجيا الروسية لمواجهة الولايات المتحدة. يمكن أن يكون الثنائي على وشك السيطرة على الأرض المرتفعة، خاصة إذا كان بإمكانه جذب دول أخرى للمشاركة في المشاريع المشتركة المخطط لها.
ستحاول الصين، على وجه الخصوص بلا شك إغراء الشركاء الدوليين بعيداً عن محطة الفضاء الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، كما قال براندون ويتشر، مؤلف كتاب “الفوز بالفضاء.. كيف يمكن لأمريكا أن تبقى قوة عظمى” الذي تم إصداره مؤخراُ: إذا نجحت بكين، فسيكون هناك تحويلات تقنية ضخمة من تلك البلدان إلى الصين، ويقول إن هذه التطورات وغيرها ستجعل شركات الفضاء الصينية أكثر قدرة على المنافسة ضد الشركات الأمريكية، ما يعني أن البنية التحتية الحيوية التي تدعم عمليات الفضاء البشرية يمكن أن تصبح صينية أكثر منها أمريكية.
وقال ريتشارد فيشر، الخبير في الشؤون العسكرية الصينية، إن مصدراً صينياً في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية لعام 2014 أخبره أن بكين تفكر في محطة أكبر من “الجيل الثاني”. ويقول إن الخطط الخاصة بمركبة أكثر منطقية عندما تدخل مركبة إطلاق الفضاء Long March 9 الخدمة في العقد المقبل.
لدى الصين برامج أخرى تشير إلى نية الهيمنة على الفضاء، فعلى سبيل المثال، هي تخطط لإنشاء 12992 قمراُ صناعياً، لتشكل بذلك “كوكبة ضخمة” للتنافس مع كوكبة Starlink المقترحة من SpaceX.
في الوقت الحالي، يفرض قانون الولايات المتحدة قيوداً صارمة على العمل مع برنامج الفضاء الصيني، والكثير من المجتمع العلمي ليس راضياُ عن تلك الإجراءات، بما في ذلك وكالة ناسا التابعة لإدارة بايدن. وسألت تريشيا لاروس من جامعة أوسلو مجلة Scientific American مؤخراً ، “متى سنتوقف عن النظر إلى اختلافاتنا ونبدأ في التركيز على أوجه التشابه بيننا؟”.
أوضحت الصين أنها تسعى لأن يتعاون العلماء في جميع أنحاء العالم، حتى أنها قد أسمت محطتها الفضائية بأسماء جذابة، فقد تم تسمية الوحدة الأولى باسم “انسجام السموات”، أما الوحدتان الرئيسيتان الأخريان فهما “البحث عن السماوات” و”الحلم بالسموات”، إنها حقاً أسماء جميلة!.
المصدر: نيوزويك