الثورة اون لاين – رفيق الكفيري:
إلى الكواكب المضيئة التي لن تخبو أنوارها ، الى الذين دعاهم الوطن فلبوا دعوته كما يلبي المطر نداء الأرض العطشى ، إلى الذين قاتلوا فاستبسلوا ، قارعو العدو فأبدعوا ، ومن اجل أن ينتصر الوطن قرروا الشهادة فاستشهدوا ، إلى من اختصروا قيم الحياة بكلمة واحدة وفعل واحد وهو الشهادة ، وقدموا أغلى ما يملكون ليبقى الوطن حرا كريما شامخا ، إليكم شهداء الوطن الأبرار في يوم عيدكم كل التحية والإكبار والإجلال في عيدكم عيد الأعياد ياأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.. تتلعثم المفردات ، وتعجز كل الكلمات ، ويضمحل خيال المبدعين ، وتخجل كل اللغات عندما يراد بها وصفكم ، فمهما قلنا فيكم لا نستطيع أن نفيكم حقكم من الإجلال والتمجيد ،الأرض التي رويت بدماء الشهداء لن تعرف القحط أبداً سنابلها مخضرة وأنهارها دائمة الجريان وأزهارها متفتحة وينابيعها متدفقة،لايليق الموت بالأبطال فكم نحتاجهم يحرسون الأرض والعرض إن جار الزمن ، قد يجيء الموت برصاص الغدر والحاقدين ، غير أننا مثلما الأشجار إن متنا سنبقى واقفين، هم الذين عرفوا طريق المجد وما رضوا بغيره طريقا، هم الذين رددوا بصدق أفئدتهم ، قبل أن ترددها ألسنتهم (وطن, شرف, إخلاص)، شهداء الوطن ، فمنذ أن وطئت أقدام المحتلين التي توالت على بلدنا بدأت قرابين الشهداء تتوالى وقوافل الشهداء تسير القافلة تلو الأخرى وكانت النتيجة دوما انتزاع النصر ودحر المحتلين وتحقيق السيادة الوطنية، وأبناء جبل العرب كغيرهم من أبناء شعبنا المناضل في سورية خاضوا معارك عديدة ضد الاستعمار بأشكاله كافة وألوانه وقدموا التضحيات الجسام من أجل الحرية، فأيام الاحتلال العثماني، أصدرت المحكمة العرفية بدمشق حكمها بالإعدام شنقاً على عدد من أعيان الجبل وهم ذوقان الأطرش- يحيى عامر- مزيد عامر- هزاع عز الدين محمد القلعاني- حمد المغوش ونفذ الحكم على دفعتين في شهر آذار عام 1911 في ساحة المرجة بدمشق لتبدأ القافلة الأولى من الشهداء على مذبح الحرية.وكانت قافلة الشهداء الثانية والثالثة في عامي 1915- 1916 على يد جمال باشا السفاح حيث أعدم11 شهيدا عام 1915 و22 شهيدا في السادس من أيار في كل من ساحة المرجة بدمشق وساحة الحرية في بيروت ووصل عدد شهداء جبل العرب خلال معاركه ضد الاحتلال العثماني إلى أكثر من 1350 شهيداً ومعارك الثورة السورية الكبرى أكثر من 4000 شهيد وقوافل الشهداء أيام الاحتلالين العثماني والفرنسي لم تكن سوى أولى القوافل التي عبرت على جسر الحرية لتسير عليه قوافل الشهداء في معارك البطولة ضد الاحتلال الصهيوني في حرب تشرين التحريرية وفلسطين ولبنان والعراق ضد الاحتلال الأميركي. فخلال الحرب الكونية التي تعرض لها الوطن وتكالبت عليه قوى الشر والبغي والعدوان من كل حدب وصوب قدم جبل العرب كما باقي أبناء الوطن آلاف الشهداء على مذبح الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض وذودا عن حياض الوطن وحفاظا على استقلاله الذي عمد بدماء المجاهدين والمناضلين هذه الدماء التي أزهرت نصرا مؤزرا على أعداء الوطن . فالوطن الذي يستقبل شهداءه بالأهازيج الوطنية وبزغاريد النسوة التي تطلق للعرسان في يوم عرسهم وبأكاليل الغار وبالورود التي تلقى على جثامين الأبطال الغر الميامين وبحبات الأرز المنثورة والمعجونة بحب الوطن والأرض موطن الهوية والانتماء منتصر على أعدائه لا محالة ،رسموا ملامح النصر ورحلوا …ولكن مازالت أرواحهم الطاهرة تخط البطولات والانتصارات، فهم باقون وبعد اليوم لن يرحلوا.. شهداء الوطن الأبرار ، بأقلامهم وأحبارها،ببنادقهم ووقودها يصنعون المعجزات ويكتبون في سفر التاريخ أروع ملاحم التضحية والفداء رجال الله على الأرض بواسل جيشنا العربي السوري عليكم سلام.. ليست الكتب والأوراق وحدها التي تضيق بقصص وحكايا شهداء الوطن الذين ارتقوا إلى سجل الخالدين وهم يذودون عن الديار بل إن الكون بأسره لا يتسع لمن بذل روحه رخيصة فداء للوطن وللأرض والعرض فدماء الشهداء هي التي تصنع الأعياد وسنبقى نحتفل بعيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ما دامت الشمس تشرق كل يوم .