الشهداء.. أيقونة وطن

الثورة أون لاين- فؤاد الوادي:

لم يكن السادس من أيار عام 1916 يوماً عادياً بالنسبة للسوريين، بل كان يوماً استثنائياً بامتياز، لاسيما وأنه كان فاصلاً بين تاريخين، تاريخ نهاية الاحتلال العثماني الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة في تلك الآونة، وبين تاريخ الاستعمار الغربي الذي كان يتحين اللحظة المناسبة للانقضاض على وطننا، ليقسم ويتقاسم تركة الامبراطورية العثمانية المريضة والمنهارة في ذلك الوقت.‏
في تلك اللحظة الاستراتيجية بين احتلالين، احتلال يغادر واحتلال يتهيأ للانقضاض، رسم شهداؤنا بدمائهم الطاهرة أولى صور المجد والكبرياء، وسطروا بتضحياتهم الجليلة أول حروف العزة والكرامة والشموخ.‏
البداية كانت عندما ارتكب المستعمرون مجزرة بشعة في سورية ولبنان قبل أكثر من قرن وتحديداً في العام 1915 على يد السفاح جمال باشا الذي أعدم نحو 800 مناضل عربي من خيرة الشباب العربي الذين أبوا أن يروا وطنهم مغتصباً ومحتلاً، وكانت أشهر مواقع الإعدام هي تلك التي حصلت في آب عام 1915 حين أعدم السفاح جمال باشا أحد عشر مناضلاً، ليتبعها بعد عام تقريباً بمجزرة أخرى في السادس من أيار تمثلت بإعدام كوكبة جديدة من خيرة المناضلين السوريين بلغ عددهم ٢١ شهيداً، ولم يدرك السفاح عندما ارتكب تلك الجريمة المروِّعة بأنها ستكون الشرارة التي أشعلت لهيب الثورة العربية التي أنتجت فيما بعد النصر و الاستقلال.‏
وكان قبل هذا التاريخ وفي العام 1911 وبقرار من محكمة عرفية بدمشق قد تم إعدام ذوقان الأطرش والد سلطان باشا الأطرش مع خمسة رجال من جبل العرب هم يحيى وهزاع عز الدين ومحمد القلعاني وحمد المغوش.‏
كما كان هناك 13 شهيداً آخرين تم شنقهم في تواريخ متفرقة قبل يوم السادس من أيار وهم: الخوري يوسف الحويك ونخلة المطران ابن بعلبك اللذين أعدما بدمشق في آذار وتشرين الأول عام 1915، والشقيقان أنطوان وتوفيق زريق من طرابلس الشام، ويوسف سعيد بيضون من بيروت وعيد الظاهر من عكار، والشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية، ويوسف الهاني من بيروت الذين أعدموا في دمشق عام 1916 والشيخ محمد الملحم وفجر المحمود وشاهر العلي من عشيرة (التركي) والشيخ أحمد عارف مفتي غزة وأعدموا جميعاً في العام 1917.‏
أما يوم السادس من أيار 1916 فقد تم إعدام 7 شهداء شنقاً في دمشق وهم عبد الحميد الزهراوي، وشفيق المؤيد العظم، والأمير عمر الجزائري، وشكري العسلي، وعبد الوهاب المليحي، ورشدي الشمعة، ورفيق رزق سلوم ، وجميعهم أعدموا في ساحة الشهداء (المرجة)، و١٤ شهيداً في بيروت وهم العقيد سليم الجزائري والعقيد أمين لطفي الحافظ وعبد الغني العريسي والشيخ أحمد طبارة والأمير عارف الشهابي، و توفيق البساط، وسعيد فاضل عقل وجلال البخاري وسيف الدين الخطيب وبترو باولي ومحمد الشنطي، وجرجي الحداد والدكتور علي عمر النشاشيبي وعمر حمد، وأعدموا في ساحة البرج ببيروت.‏
لقد رسَّخ شهداء السادس من أيار قيم الشهادة عميقاً في وجدان كل السوريين الذين وضعوا نصب أعينهم تحرير أرضهم مهما بلغت التضحيات ليكون لهم ذلك ويتحقق الاستقلال الثاني من المستعمر الفرنسي في العام 1946 بعد أن روى الآلاف منهم بدمائهم الزكية تراب وطنهم الطاهر، وتكررت التضحيات وسارت على الدرب قوافل الشهداء التي كان أبرزها في العام 1973 خلال حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، والتي تتواصل اليوم على كل ذرة تراب في أرض هذا الوطن الذي يواجه أعتى قوى الشر والإرهاب والطغيان، حيث أضحى الشهداء أيقونة الوطن ورمز العطاء.‏
لقد شكلت الشهادة ولا تزال السلاح الأمضى للشعب السوري في مواجهة كل المؤامرات والحروب التي تعرضت لها سورية على مر التاريخ وهو السلاح الذي عجز أعداء سورية عن مجابهته والتصدي له رغم كل إمكاناتهم وقدراتهم التكنولوجية، ورغم كل قوتهم الغاشمة التي لا حدود له.‏
لقد أضحت الشهادة عند الشعب السوري عقيدة ومنهجاً، وهي منظومة استراتيجية متكاملة، وهي أحد الخيارات الرئيسة والمفصلية لشعبنا لمواجهة كل التحديات والمؤامرات، وهي خيار يحضر بقوة عند نفاد الخيارات الأخرى لإعادة الحقوق وتحرير الأرض، خاصة في ظل هذا الواقع العربي المهزوم، حيث التدافع الفاضح للارتماء بالحضن الاميركي والإسرائيلي، وأمام هذا التكالب الخارجي على سورية التي تحمل لواء العروبة والقومية والمقاومة والدفاع عن الحقوق والقضايا العربية، وذلك بهدف النيل من وحدتها وأمنها ودورها الوطني والقومي الرائد

آخر الأخبار
تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا