الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
من أجل الوطن وقدسيته قدموا أرواحهم ودماءهم، ومن أجل سموه وعلوه لم يتوانوا عن بذل الغالي والنفيس.. إنهم شهداء الوطن والحق.. شهداء سورية الذين نحتفل اليوم في ٦ أيار من كل عام بعيدهم المقدس.
فهم من عاهدوا الوطن فصدقوا، قاتلوا فاستبسلوا.. نادتهم الشهادة فلبوا نداءها، أدركوا أن الشهادة أسمى وأقوى من الخنوع والاستسلام، وهم من قال عنهم القائد المؤسس حافظ الأسد: (أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر).
في عيدهم الـ ١٠٥ لا بد أن نستذكر من كانوا منارة لنا حتى اليوم بعدما أعدم الإرهابي جمال باشا السفاح كوكبة من الأبطال والمفكرين ممن تحلوا بالشجاعة والإرادة والتحدي ومقاومة المحتلين بعد أن نصب أعواد المشانق لهم في بيروت ودمشق في ١٩١٦م.
وهو ما كان رسالة سامية منهم وتاريخاً مضيئاً كتبوه بأرواحهم الطاهرة تؤكد التمسك بالحقوق والمقاومة مهما طغى العدو وتجبر… رسالة لا تزال الأجيال تتخذ منها نهجا مضيئا من أجل الدفاع عن الوطن والإنسانية، فقدمت تلك الأجيال سلاسل متواصلة من الشهداء من أجل الانتصار على العدو والمحتلين، فقاتلوا المحتل الفرنسي كما العثماني حتى طردوه من سورية لتنال بذلك استقلالها بكفاحهم وصبرهم وإرادتهم وأرواحهم، كما قدم الكثير من الشهداء أرواحهم الطاهرة في حرب تشرين التحريرية ١٩٧٣م ضد العدو الصهيوني، وها هم اليوم شهداؤنا قدموا أروع ملاحم البطولة في الدفاع عن الوطن من أجل الحفاظ على استقلاله الذي صنعه الأجداد، ومن أجل صون سيادته وحرية قراره، فضربوا نماذج في النضال، ونهجا منيرا في سبيل عزة الوطن ورفعته، ومن منا لا يتذكر كوكبة الشهداء الذين قضوا نحبهم ضد الإرهاب التكفيري الذي يستخدمه الغرب للنيل من سورية منذ ٢٠١١م سواء في جسر الشغور بإدلب وفي مشفى الكندي بحلب وفي الغوطة واللاذقية وحمص ودرعا ودمشق وفي كل المحافظات السورية من مدنيين وعسكريين وعلماء ومفكرين وصحفيين وأطباء ومهندسين وطلاب وغيرهم.
وها هي أكثر من عشر سنوات، وسورية ما زالت تحارب الإرهاب الذي يستهدفها، وماتزال تقدم المزيد والمزيد من الشهداء الذين يكتبون بدمائهم وأرواحهم إلى جانب زملائهم رفاق السلاح مزيدا من الانتصارات والإنجازات، وليحرروا بتضحياتهم الجسام مساحات واسعة من الجغرافية السورية من الإرهاب ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية وأدوات العدو الصهيوني والناتو الأطلسي.
إنهم يصنعون الحياة بدمائهم.. ويمدون جسور الإنسانية بأرواحهم، فهم من تربوا واستفاقوا على أن لا شيء أغلى من الوطن، ولا أعز منه، ومن هنا واصلوا معركتهم ضد الإرهاب في الأمس واليوم لنيل الشهادة وتحقيق النصر، لتأسيس مستقبل آمن ومشرق لسورية، ورفضا لكل المؤامرات الخارجية التي تستهدفها.
فألف تحية وتحية لشهدائنا الأبرار، ولبواسل جيشنا المغوار في كل مواقعهم المصممين على تحرير كل ذرة تراب تم استلابها واغتصابها من قوى الشر والعدوان

السابق