يوم القدس العالمي.. يوم نصرة المظلومين والمستضعفين

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

يمثل يوم القدس العالمي الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الراحل الإمام الخميني بعد انتصار الثورة عام 1979حدثاً استثنائياً لنصرة المظلومين والمستضعفين حول العالم وخاصة الشعب الفلسطيني الذي مضى على معاناته مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر من سبعين عاماً وهو يقدم التضحيات تلو التضحيات دفاعاً عن قضيته العادلة.
ففي يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، تحيي دول عديدة حول العالم يوم القدس العالمي استجابة لدعوة الإمام الخميني، من أجل إدانة ممارسات الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني؛ من اغتيالات واغتصاب أراض وتشريد وتعذيب وقتل أبرياء واعتقال مناضلين، ومطالبة العالم بإنصاف هذا الشعب المظلوم، وحشد مختلف أنواع الدعم الممكنة لنصرته في مواجهة أعدائه من قوى الاحتلال والاستكبار والظلم، من أجل نيل حقوقه الوطنية المشروعة.
لقد بثت مبادرة الإمام الخميني روحاً جديدة في معادلة المواجهة ضد الكيان الصهيوني وأدت إلى تطورات حاسمة في هذا الاتجاه، وكما قال الإمام نفسه ذات يوم بهذه المناسبة : “إن يوم القدس هو يوم عالمي، ولا يخص القدس فقط، بل هو يوم مواجهة المستضعفين ضد المستكبرين”.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه والاهتمام لهذه المبادرة المهمة هو أنها جاءت بعد أشهر قليلة من قيام الجمهورية الإسلامية أي في تموز من العام 1979 ما يؤكد مدى حضور هذه القضية في فكر الثورة الإيرانية ووجدان الشعب الإيراني، حيث يقوم بإحيائها سنوياً في الجمعة الأخيرة من رمضان بمظاهرات ومسيرات عارمة ومهرجانات حاشدة في كل المحافظات تأييداً لقضية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني.
إن اعتبار يوم القدس يوماً عالمياً هو إشارة إلى إعطاء إيران لهذه القضية بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر.
إن إعلان هذا اليوم في شهر رمضان له دلالة رمزية لها علاقة بأهمية هذا الشهر الذي يوحد المسلمين، فشهر رمضان يمثل بالنسبة لسائر المسلمين شهر الجهاد والانتصار، ففيه حدثت معركة بدر وفيه تم فتح مكة، وهذا يعطي أملاً بإمكانية تحرير القدس المحتلة وتحرير فلسطين من أيدي غاصبيها.
إن الاحتفال بيوم الجمعة الأخيرة من رمضان له دلالة ورمزية عند المسلمين جميعاً، ففي هذه الجمعة تستتر ليلة القدر المباركة التي هي عندهم خير من ألف شهر.
إن استمرار إحياء هذه المناسبة في كل عام يؤكد أن قضية فلسطين وقضية القدس بصورة خاصة ما زالت حية في ضمير ووجدان الأحرار حول العالم، إذ لا يقتصر الاحتفال بها فقط على منطقتنا، كما يؤكد أن هذه القضية لا يمكن أن تسقط بالتقادم بفعل إجراءات الاحتلال الصهيوني المستمرة من تغيير ديموغرافي وعمليات هدم وتهويد وتهجير وصولاً إلى اعتراف دونالد ترامب بها عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارة بلاده إليها.
لقد شكل الاحتفال المتواصل بهذه المناسبة عبر العقود والسنوات الماضية عامل إحياء ودعم لقضية الشعب الفلسطيني، ما أعطى أبناء الأرض المحتلة جرعات دعم كبيرة جعلتهم يفعلون أنشطتهم المقاومة ضد الاحتلال، فالفلسطينيون ليسوا وحدهم في هذه المعركة وإنما خلفهم مئات الملايين من المسلمين التواقين ليوم استرجاع القدس والأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
فقبل إطلاق مبادرة يوم القدس العالمي وما تعاقب عليه سنوياً من مسيرات جماهيرية حاشدة تجوب العالم للتنديد بالكيان الصهيوني، كانت القضية الفلسطينية مجرد قضية عربية وإقليمية، لكنها اليوم تحولت إلى قضية عالمية، حيث تتجه خلال يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان مشاعر كل أحرار العالم إلى فلسطين للتذكير بقضيتها العادلة ودعم شعبها المناضل المكافح، والتنديد والاستنكار لجرائم الكيان الصهيوني وقمعه وإرهابه.
إن ما حققه محور المقاومة في السنوات الماضية من إنجازات وحضور على مستوى المنطقة بدعم من سورية والثورة الإسلامية في إيران واتساع رقعة هذا المحور من العراق إلى اليمن مروراً بلبنان وفلسطين، أعاد للقضية الفلسطينية حيويتها ووهجها من جديد رغم محاولات الولايات المتحدة الأميركية طمس معالم هذه القضية العادلة من خلال فوضى ما يسمى “الربيع العربي” وصولاً إلى اتفاقات التطبيع التي جرت في الفترة الماضية، وما الهستيريا التي تصيب الكيان الصهيوني من حين إلى آخر إلا تعبير عن قلقه على مستقبله وإدراكه أن احتلاله لن يدوم ولن يستمر طويلاً، ما دامت شعوب المنطقة متمسكة بفكر المقاومة وبقضية القدس ومصممة على استرجاعها.

آخر الأخبار
تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة