الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
في يوم القدس، تعود البوصلة مجدداً نحو وجهتها الصحيحة التي لطالما حاول الكيان الصهيوني ودول الغرب الاستعماري إضاعتها بالحروب والنزاعات والصراعات والفتن التي كانوا يغذونها في المنطقة من خلال الذرائع والشعارات الزائفة والخادعة التي كان لها الدور الرئيس في انشغال الأمة عن القضية الفلسطينية التي لم يتبق لها إلا ثلة من الأحرار والمناضلين والشرفاء الذين رسموا طريقهم بالدماء والشهداء والتضحيات ليثبتوا للعالم أجمع أن الحقوق لا تضيع بالتقادم أو بالقرارات الحمقاء أو بالعبث بالخرائط الجغرافية والديموغرافية أو بالتواقيع الغبية التي تصادق على مشاريع وصفقات هي في حقيقة الأمر أشبه بالانتحار والسقوط في الهاوية.
في يوم القدس تعود البوصلة لوجهتها الصحيحة نحو العدو الحقيقي برغم كل المحاولات المحمومة من أولئك العابرين والمتآمرين والغزاة لطمس الحقائق وتشويه الوقائع، وفي هذا اليوم ينبض الفعل المقاوم في قلب هذه الأرض مؤكداً أن الكفاح والنضال والمقاومة هي من سوف تسترجع وتعيد الحقوق، وهي وحدها من تدحر الغزاة والمحتلين مهما طال الزمن ومهما استطال الطغيان والشر والإرهاب.
رمزية القدس وأهمية القضية الفلسطينية هي التي سعرت الحرب على كل القوى المقاومة والمدافعة عن الحقوق والقضايا العربية، وفي المقدمة سورية التي كانت ولا تزال حاملة للواء المقاومة والعروبة والقومية والدفاع عن الأمة، لكن تلك المحاولات كانت ولا تزال تصطدم بإرادة النضال والتمسك بالحقوق والثوابت، تلك الإرادة التي لا تزال جذوتها مشتعلة عند الشعوب العربية برمتها.
في يوم القدس يستحضر الفعل المقاوم نفسه ويجد الكيان الصهيوني نفسه مجدداً مجرد وهم وكذبة كبرى كان هو أول من صدقها ولا يزال بائساً يحاول إقناع وإجبار العالم على تصديقها بالتهديد والضغط والتصعيد والابتزاز، وإضفاء الشرعية على وجوده بدعم ومباركة من الولايات المتحدة الأميركية التي تؤيده في كل ما يفعل، لا سيما ما سمي بصفقة القرن التي تمهد لقتل الواقع القائم لصالح إسرائيل على حساب ما تبقى من الدولة الفلسطينية.
الحقيقة التي لن تغيب أبداً مهما حاول البعض تشويهها وتزويرها هي القضية الفلسطينية ستبقى حية وحاضرة لدى كل المقاومين والأحرار والمناضلين، ولن يستطيع أحد طمس وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني مهما طال الزمن، فالمسألة مسألة وقت لا أكثر، ولينتظر ذلك كل الغزاة والمحتلين والعابرين في متاهات الزمن.