في يوم القدس العالمي.. خيار المقاومة لتحرير الأرض واسترجاع الحقوق

الثورة أون لاين – ريم صالح:

منذ أن احتل الكيان الصهيوني مدينة القدس عام 1967، وهو يمارس كل أساليب العربدة والبلطجة الدولية للسيطرة عليها وتغيير معالمها العربية الفلسطينية بهدف تهويدها، وقد استخدمت سلطات الاحتلال لأجل ذلك الكثير من الوسائل والأساليب الإجرامية والوحشية، واتخذت العديد من الإجراءات العدوانية ضد المدينة وسكانها، وكان الاستيطان أهم الوسائل لتحقيق هدف العدو الصهيوني تجاه مدينة القدس المحتلة، فضلاً عن سياسة التغيير الديموغرافي الممنهجة عبر طرد سكانها الأصليين وسحب الهويات منهم، مروراً بسلسلة من الإجراءات العنصرية لتهويد المعالم الإسلامية في المدينة المقدسة، ومحيط المسجد الأقصى المبارك، وصولاً إلى إقامة الجدران العازلة لتقطيع أوصال المدينة وعزلها عن محيطها الجغرافي.
ويوم القدس العالمي الذي يحتفل به الفلسطينيون والعالمان العربي والإسلامي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، والذي تصادف ذكرى إحيائه اليوم، يكتسب أهمية بالغة هذا العام، لتأكيد الحقوق الفلسطينية المشروعة نظراً لتسارع وتيرة الإجراءات الصهيونية والأميركية لتنفيذ “مؤامرة القرن”، ومحاولات الكيان الغاصب الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، واللاهث نحو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار في إطار تنفيذ الصفقة المشؤومة والتي بدأت تنفيذ المرحلة الأولى منها بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة قبل نحو عامين.
مئات المسيرات التي تنطلق سنوياً في كل أنحاء العالم إحياء لهذه المناسبة التي أطلقتها الثورة الإسلامية الإيرانية قبل أكثر من ثلاثة عقود، تؤكد مجدداً أن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تسقط بالتقادم، فأرض فلسطين التاريخية، بكل مدنها وجغرافيتها هي حق مقدس لأصحابها الحقيقيين، لا يمكن التفريط بذرة تراب منها، واستعادتها بكافة السبل المشروعة، هو حق كفلته كل القوانين والمواثيق الأممية، وهذه المسيرات تؤكد أيضاً المكانة الرفيعة لمدينة القدس في قلوب وعقول وضمائر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين وغيرهم من أنصار الإنسانية في العالم، وهي ليست ورقة سياسية للمساومة والضغط والابتزاز، فأي محتل وغاصب مصيره الاندحار والزوال في نهاية المطاف، حيث تبقى الإرادة الفلسطينية المقاومة أقوى من كل أساليب البطش الصهيوني والدعم الأميركي والغربي، ولعل ما ينجزه محور المقاومة على طريق تحرير القدس، وإسقاط “صفقة القرن”، وأيضاً تحرير كل أرض عربية ما زالت تحت نير الاحتلال، هو خير برهان على ذلك.
العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة الكفيلة بدحره، واسترجاع الحقوق لأصحابها الشرعيين، وإحياء الذكرى هذا العام، تأتي بالتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي ينجزها الجيش العربي السوري ضد أدوات المشروع الصهيو-أميركي، من تنظيمات إرهابية، وأنظمة إقليمية ومستعربة عميلة، ويوم القدس العالمي هو يوم لحشد الإمكانيات من أجل مواجهة هذا العدو الغاصب، وهو مناسبة ليجدد العالم الإسلامي والمسيحي خلالها على أن القدس ستبقى عربية، وعاصمة فلسطين التاريخية، وأن الاحتلال زائل، وهنا لا بد من التأكيد أيضاً على أن أفضل رد على الممارسات الصهيونية والمخططات الأميركية الرامية لاستهداف القدس وتصفية القضية الفلسطينية هو استمرار المقاومة من أجل استرجاع فلسطين كلها، وتحرير مدينتها المقدسة التي ستبقى دائماً وأبداً بوصلة كل الأحرار والشرفاء، الغيورين على صون وحدة الأرض العربية، وحمايتها من الطامعين والغزاة المحتلين.
في يوم القدس العالمي يجدد ملايين الأحرار في العالم عهد الوفاء للقدس وفلسطين، ويؤكدون تصميمهم على متابعة طريق النضال والكفاح لاسترداد كل شبر أرض اغتصبه الصهاينة في أرض فلسطين، فلا تنازل عن ذرة تراب منها، ولهم في ثبات دول محور المقاومة على موقفها المتمسك بخيار المقاومة لمواجهة الاحتلال الصهيوني خير مرشد ودليل.

آخر الأخبار
القانون أولاً..العدالة تمهّد الطريق لعودة الاستثمار غرفة تجارة حلب تلتقي وفداً تركياً لتعزيز فرص الاستثمار الاقتصادي الألبسة الشتوية عبء إضافي على القدرة الشرائية   خسائر متلاحقة.. مزارعو البندورة في طرطوس يناشدون بفتح أسواق تصديرية دمشق تطلق شراكة جديدة لتفعيل التنمية في الأحياء الصحة السورية بين النداء الدولي والاستحقاق الوطني إدارة نفايات الطاقة الشمسية خطوة أساسية لضمان الاستدامة سوريا تواجه ذروة الجفاف  طريق تعافي الصناعة المحلية.. طويل وشائك   تنقيب وحفر عشوائي.. ضبط تعديات على مواقع أثرية بدرعا عدلية دمشق تحت المجهر: 100 كاميرا مراقبة لتعزيز الشفافية القضائية ظهرٌ صغير.. وحملٌ كبير.. من المتضرر؟ التعاونيات درع النحالين في مواجهة التغيّر المناخي البيع بالوزن.. حل اقتصادي أم تحد للسوق المحلي ؟ استغلال معلن فياض: مبارك لجماهير حمص الفداء ونحذو حذو كرة السلة الفيفا في انتخابات اتحاد الكرة.. رسالة واضحة المعاني بطولة النصر والتحرير لكرة القدم في حلب الطفل قصي .. صوت يهزم الحزن بالغناء دفعة جديدة من المعهد التجاري الثاني نحو المستقبل