الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
تتراكم مواقف الدعم والتضامن إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب وما تتعرض له من حملات عدوانية تستهدفها طيلة العشر سنوات الماضية.. ولا يمضي يوم إلا وترتفع حملات التضامن الشعبية السياسية والإعلامية والحزبية والاقتصادية والنقابية والاغترابية مع سورية للتأكيد على الوقوف إلى جانبها والدعوة لرفع الحصار ووقف الحرب الهمجية التي تستهدف معاقبتها ومعاقبة شعبها الصامد.
فسورية قيادة وشعباً وحكومة ومنظمات سياسية كانت دائماً تقف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في محنهم، وتدعمهم في كل ساحات النضال العربية والدولية.. وليس غريباً أن تلقى الدعم والمساندة والتضامن من قوى الصمود والمقاومة في المنطقة والعالم.
ومن هنا جاء إعلان المنتدى العربي الدولي لرفع الحصار وإلغاء العقوبات بحق سورية الذي نظمه المؤتمر القومي العربي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في بيروت بمشاركة 300 شخصية دولية من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفنزويلا ونيكاراغوا وأستراليا والهند وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة وفرنسا وايرلندا الشمالية واليونان والمكسيك والأرجنتين وجمهورية ايرلندا وهنغاريا وبولندا، حيث يهدف إلى إطلاق حملة شعبية عربية ودولية لإنهاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على سورية عبر إطلاق “الهيئة الشعبية العربية والدولية لرفع الحصار عن سورية” وفتح الباب أمام كل راغب بالانتساب إليها في كل دول العالم.
وقد أكد المشاركون رفضهم للحصار الغربي الجائر المفروض على سورية والذي يخالف أبسط قواعد القانون الدولي، معتبرين أن هذا الحصار يشكل نوعاً من العقاب الجماعي للشعب السوري وهو في حقيقته حرب ضد الإنسانية وينبغي إحالة من يقف وراءه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
إن مشاركة 300 من شخصيات دبلوماسية وسياسية ونقابية وحزبية من شتى عواصم ومدن العالم لرفع الصوت عالياً ضد الإجراءات المنافية لحقوق الإنسان التي تقوم بها بعض الحكومات الغربية، هو موقف جريء ويستحق التقدير، فقد اعتبر المشاركون أن العقوبات الغربية على الشعب السوري هي انتهاك لأبسط حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة دون تدخلات خارجية.
إن هذا التحرك التضامني العالمي السلمي إلى جانب سورية هو تأكيد على توجه دمشق السليم وموقفها الثابت ونضالها لصالح قضايا شعبها وخياراته المستقلة، وهو في نفس الوقت يعزز موقف الشعب السوري الصامد والمتمسك بالعروبة والتعددية والديمقراطية، وسيشعر اليوم بمزيد من القوة وهو يرى شخصيات مرموقة من كل أنحاء العالم تدافع عنه وعن مصالحه وتطلعاته، في الوقت الذي تندد فيه هذه الشخصيات بالعدوان وتكشف حقيقته وأضراره الفظيعة على سورية البلد العربي الأصيل الذي كان دوماً ملاذاً لكل العرب ولكل مظلوم في المنطقة.
ومهما كانت الظروف فإن سورية لن تتخلى عن تراثها الأصيل ودورها الحيوي في المنطقة، وستبقى درعاً للقضية الفلسطينية بشكل خاص والقضايا العربية العادلة بشكل عام، وهذا ما يفسر استمرار الحملات الغربية على سورية وتصاعدها.
تترافق حملات التضامن مع سورية مع حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني وقواه الحية في مواجهة الإرهاب والصلف الصهيوني، حيث يتعرض شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة هذه الأيام لعدوان عنصري مستمر في محاولة لنزع هذا الشعب من جذوره وتصفية قضيته المركزية بالتواطؤ مع أميركا والغرب الأوروبي وبعض الأنظمة التابعة.
لقد فشلت كل الأساليب والممارسات الاحتلالية العسكرية في إخضاع سورية وثنيها عن مواقفها المبدئية الثابتة بفضل صمود شعبها وبسالة جيشها الباسل وحكمة قيادتها التي جنبت سورية الانزلاق في مخاطر الهاوية.
ومهما حاولت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية من تحشيد للأسلحة والإرهابيين ضد سورية، والقيام بإجراءات قسرية ضد شعبها فلن تحقق مآربها، وهي تدرك استحالة هذه المهمة، لأن شعبنا مستعد لتقديم أقصى ما لديه لحماية سيادته واستقلاله والدفاع عن وجوده وأرضه وكرامته، ومن أفشل أهداف الحرب العسكرية طيلة عشر سنوات قادر على إفشال الحرب الاقتصادية بالاعتماد على نفسه وعلى إمكاناته الذاتية، ولعل التاريخ القريب خير شاهد، وهذا ما يجعل حملات الدعم والتضامن من الأصدقاء والأشقاء ذات جدوى وتصب في إطار إفشال كل ما يخطط له أعداء سورية.