“إستراتيجيك كالتشر”: سفير بريطاني: أشعر بالخجل من تصرفات بلدي في سورية…

الثورة أون لاين- ترجمة ختام أحمد:
فشلت الولايات المتحدة وبريطانيا وقوى الناتو الأخرى في جهودها العسكرية لتغيير شكل الدولة السورية، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى وقوف المؤسسات الحكومية إلى جانب الدولة وبالأخص المؤسسة العسكرية، والتدخل المبدئي لروسيا للدفاع عن حليفها العربي التاريخي.
ومع ذلك، يؤكد بيتر فورد، السفير البريطاني السابق في سورية أثناء مقابلة صحفية أجريتها معه شخصياً، أن التغيير في سورية لا يزال يمثل أولوية قصوى للقوى الغربية وأجندتها الإجرامية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفقاً لأهدافها الإمبريالية.
من بعد فشلها العسكري تقوم تلك القوى بتكثيف الحرب الاقتصادية من أجل إلحاق الهزيمة بالحكومة السورية، ومع ذلك، فإن المبعوث البريطاني السابق يتصور أن الانتخابات الرئاسية في 26 أيار ستشهد إعادة انتخاب الأسد بشكل مدوٍ من قبل دولة تتحدى العدوان الغربي.
بيتر فورد هو سفير بريطاني سابق في سورية (2003-2006) ندد علناً بحرب بريطانيا على “الإرهاب” إلى جانب شركاء آخرين في الناتو، إنه دبلوماسي محنك، وأثار فورد غضب المؤسسة البريطانية والأوروبية بسبب حديثه الصريح وكشف أجندتهم الشائنة في سورية، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية حيث قال: إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصبحت مسيسة للغاية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين أصبحوا مثل الكلاب الذين يأكلون العظام القديمة.. لا يوجد لحم عليها لكنهم يستمرون في النخر.
لماذا؟ لأنها الحجة والكذبة الوحيدة المتبقية في رواية الدعاية الغربية الكاملة عن سورية و من دونها سيكون من الصعب عليهم تبرير الحرب الاقتصادية والعقوبات القاسية والتي تتسبب بألم الشعب السوري.
ومع فشل الجهود العسكرية للتغيير الغربي المطلوب في سورية، أصبحت الحرب الاقتصادية الآن الأمل الأخير للقوى الغربية لزعزعة استقرار سورية، و لكي تنجح هذه الاستراتيجية فإن القوى الغربية مستعدة لتقويض مصداقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من خلال إساءة استغلال قدرتها على التلاعب بها في السياق السوري، فقد تم الكشف عن قيام السلطة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتشويه تقاريرها الخاصة بهدف تجريم الحكومة السورية بشأن الهجمات المزعومة بالأسلحة الكيماوية.
يضيف فورد قائلاً: “إن جميع المنظمات الدولية تقريباً تخضع لسيطرة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ولحسن الحظ فإن مجلس الأمن هو الحلبة الوحيدة التي لا يتمكنون فيها دائماً من الحصول على ما يريدون، وهذا يزعجهم إلى حد كبير، وهذا ما دفعهم إلى الذهاب أبعد من ذلك في السيطرة واستغلال وكالات ومؤسسات دولية مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للضغط على كل من يخالفهم “.
وبالعودة إلى الناحية العسكرية فلا تزال قوات الولايات المتحدة تحتل بشكل غير قانوني أجزاء من شرق سورية بالقرب من حقول النفط في البلاد “ما يحرم الدولة السورية من موارد مهمة لإعادة الإعمار” من آبار النفط إلى حقول القمح، وإن وجود هذه القوات الأمريكية ليس للمساعدة في “القضاء على فلول داعش الإرهابية” كما يزعمون، ولكن لتكون حاجزاً أمام القوات السورية يمنع استعادة أراضيها، فالحرمان من هذه الموارد هو المفتاح الذي يضغط على سورية من خلال الحرب الاقتصادية لأنها بعودة هذه الأراضي إلى الحكومة السورية تستطيع أن تكتفي ذاتياً ولا أحد يستطيع الضغط عليها، وأخيراً بالنظر إلى الأسباب الاستراتيجية للسعي الأمريكي والأوروبي للتغيير في سورية، نرى إنها طريقة للتغلب على روسيا وإيران بشكل أساسي.
فقد بدأ التخطيط الفعلي للتغيير عندما ساءت تداعيات حرب العراق حقاً وبدلاً من إلقاء اللوم على أنفسهم، سعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى إلقاء اللوم على سورية التي وقفت ضدهم ووقفت إلى جانب الشعب العراقي وكشفت زيفهم في المحافل الدولية (أضف إلى ذلك الدعم الذي تقدمه سورية إلى كل القوى والحركات المقاومة للاحتلال الأمريكي والإسرائيلي منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد ورغم كل الضغوط لم تتنازل ولم تتخل سورية عن دعم تلك الحركات) وقد تسارعت وتيرتها بعد وصول المحافظين البريطانيين بهواجسهم المعادية لروسيا وإيران ودعمهم لإسرائيل المطلق في عام 2010.

تجربة صغيرة تثبت ذلك، تخيل لو أن الرئيس الأسد استجاب للمطالب الأمريكية والإسرائيلية كما صرح مؤخراً بنيامين نتنياهو على وسائل الإعلام كما فعل السادات في أواخر السبعينيات، كنت سترى الرئيس الأسد يشرب الشاي مع الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا وسترى الشركات الأمريكية والبريطانية تعمل “تنهب” ثروات سورية بشكل شرعي وعلني بموافقة الحكومة السورية، وكانوا سيتجاهلون كل الثرثرة الحالية ” التي ابتدعوها بأنفسهم والتقارير تثبت مدى كذبهم ” حول الكيماوي والديمقراطية وحقوق الإنسان!! كما فعلوا سابقاً في العراق وكذبة الكيماوي التي بفضلها احتلوا العراق وسلبوا ثرواته وقتلوا شعبه ومازالوا إلى الآن، لكن الرئيس الأسد رفض مطالبهم والانصياع لهم، وقاومهم عشر سنوات مع شعبه وحلفائه وانتصر عليهم.

لهذا مازالوا إلى الآن يحاولون زعزعة الاستقرار بفرض حصار اقتصادي للضغط عليه للقبول بمطالبهم إلى أن تتم الانتخابات التي أعتقد أن الأسد سيفوز فيها، وسيعترفون بشرعية الأسد رغماً عنهم، بالرغم من محاولتهم التقليل من انتصاره وبذل الكثير من جهود الدعاية الغربية الحالية ضد سورية لمحاولة إفساد انتصار الأسد وإنكار شرعيته، لكن داخل سورية نفسها، سيرى الناس في الانتخابات ختاماً لعشر سنوات من النضال، وسيخرج الأسد أقوى وسوف يواجه المرحلة التالية من الحرب الغربية على سورية، في الحقيقة أشعر أنا “بيتر فورد” بالخجل من تصرفات بلدي، إنه لأمر مخزٍ حقاً أننا لعبنا دوراً فعالاً في إحداث معاناة لملايين السوريين بينما ندعي نفاقاً أننا نفعل ذلك من أجل مصلحتهم.

بقلم: فينيان كننغهام

آخر الأخبار
الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي إزالة ألغام ومخلفات حربية في درعا  اقتصاد العيد.. يرفع حركة الأسواق 20 بالمئة السلم الأهلي.. ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ السماوية د. عليوي لـ"الثورة": محاربة الجريمة بكل أشكا... ملك الأردن والرئيس اللبناني: أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا السّلم الأهلي.. يرسم ملامح سوريا ويخطّ مسارها الوطني تأمين نقل للمراقبين والإداريين المكلفين بالامتحانات في جرمانا "يديعوت أحرونوت":  استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية  توزيع بطاقات الامتحان بحلب لطلاب التعليم الأساسي اقتصاد " الأضحى"  نقلة جديدة.. السفكوني لـ"الثورة": محرك الأنشطة والإنتاج "سويفت" قاب قوسين.. د. كنعان لـ "الثورة": يحفز النمو والاستثمار في الاقتصاد السوري السياحة تعمم إجراءات السلامة والأمان في الشواطئ والمسابح فضل عبد الغني: رفع العقوبات الأميركية عن سوريا تحوّل استراتيجي يفتح باب الفرص