الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
من مداد دماء الشهداء وأرواحهم.. والجرحى وآلامهم.. ومن صمود رجال الجيش العربي السوري على جبهات القتال ضد الإرهاب، يستمد السوريون إصرارهم على متابعة استحقاقاتهم الدستورية، وهذا ما يتجسد اليوم بالحراك الشعبي الإيجابي تجاه الانتخابات الرئاسية المقررة في 26 أيار 2021.
هذا الإصرار المعمد بصمود السوريين وتضحياتهم، خلق حالة قوية من الوعي لدى الشعب السوري للتفاني في الحفاظ على مكتسبات المعركة العسكرية والسياسية والدبلوماسية في مواجهة ومكافحة الإرهاب على جميع الجبهات.
فمنذ إعلان مجلس الشعب عن موعد الاستحقاق الدستوري الرئاسي وفتح باب الترشح، جدد السوريون بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم التأكيد على المشاركة في الانتخابات، عبر ممارسة حقوقهم الدستورية، سواء بتقديم طلبات الترشح، واختيار المرشحين على أسس دستورية وديمقراطية، ولاحقا التوجه إلى صناديق الاقتراع كخطوة ومسار صحيح لمواصلة مواجهة الحرب الإرهابية، ليثبتوا للعالم مدى حبهم وتمسكهم بإرادتهم وثوابتهم الوطنية لحماية بلدهم من محاولات إضعافه وضرب مؤسساته ومكوناته، وليثبتوا أيضا أنهم متجذرون في أرضهم ومتمسكون في الدفاع عن قرارهم وسيادتهم واستقلالهم.
هي حالة الوعي التي لا يرضى السوري إلا بها، وبتحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات والانتصارات على جميع الحروب الموجهة ضده، فهو لا يعرف الضعف ولا الاستسلام ولا الهزيمة مهما حاول الأعداء استطالة الوقت والاستثمار فيه.
في انتخاباتنا مقاومة.. كما في صمود جيشنا ومعركته العسكرية في الميدان وتحريره لأراض ومساحات شاسعة من دنس الإرهاب التكفيري.. في انتخاباتنا مقاومة.. كما هي معركتنا الدبلوماسية ضد المحاولات الغربية الأميركية لتسييس مجرى الأحداث في الأروقة الأممية ودس الشيطان في التفاصيل.
في انتخاباتنا مقاومة وفاءً لأرواح شهدائنا ومن ضحى من أبنائنا، وعهداً لبطولات أجدادنا ضد المستعمر الفرنسي والاحتلال العثماني وغيره من المحتلين والمارقين على القانون والشرعية الدولية.
من هنا نجد السوريين وبروح الشوق لإعادة الحياة والبناء والإعمار يتأهبون لـ 26 من أيار ليشكلوا ملحمة وطنية تؤكد أنهم على عهد الأجداد ماضون في الدفاع عن سورية، وكضربة قاصمة للأصوات الناعقة التي لطالما عملت على محاولة تمزيق وحدتهم وكيانهم وتشتيت شملهم ووعيهم، وإدخالهم في دهاليز اللاوعي والهلوسة عبر حلقات ومسلسلات متواصلة ومستمرة من النفاق والتضليل والأكاذيب والمسرحيات المحضرة والمعلبة كلما فشل وأفلس أعداؤهم بالنيل من صمودهم ووحدتهم