اليوم عيد وغداً أعياد وأعياد وهل من فرحة كبرى تعادل أن ترى دمك يزهر نصرًا على الطغاة المستعمرين وترى من ظنوا أنهم قد أحكموا الطوق والسيطرة على أرضك ووطنك وجسدك وروحك ويومك وغدك ..
وفي ما تم الحزن كنت ترى من يشاركهم هذا العدوان، وقد كنت تقاسمه رغيف خبزك وتموت من أجله لتحيا قضيته.. لأنه جزء من دمك ونبضك لكنه ضل الطريق وخان مواثيق الشرف..
تشعر بذلك كله.. لكن مهلاً ليس المشهد هذا الذي يجعلك تيأس أبداً فالزرع الحق لا بد أنه سيكبر والحصاد وفير كرامة وعزة وكبرياء..
كم تشعر أنك تحلق في السماء وأنت ترى حصادك اليوم كشعب يؤتي ثماره في وطنك وكل بقعة عربية.
من العلياء يطل الشهداء في مواكب الارتقاء السوري ليروا أشبال فلسطين وقد مشوا على درب الكرامة… اليوم غدا زهر اللوز أنقى وأبهى وأشف..
اليوم زيتوننا تيننا كرومنا وبياراتنا هي الأبهى والأجمل ثمارها الأكثر ديمومة هي لكل طفل وكل بطل وكل مؤمن بالقضية، وإن النضال ليس ضرباً من الجنون كما روج المهرولون ..
اليوم عيد أم الشهداء سورية كانت أم فلسطينية لا يهم فالأرض واحدة والمصير واحد..
في أي بقعة عربية يرتقي شهيد بوجه العدوان فهو نسغ في دمنا في وجوه أطفالنا يرسم دروب الحياة الحرة الكريمة..
لن نهزم كما أرادوا وخططوا لنا… لأننا وجذور الشمس بيدنا نقاتل الحلك الباغي ستنتصر وكل ليمونة ستنجب طفلاً ومحال أن ينتهي الليمون..
من صميم الأرض جئنا من لهفة القلب للقلب ومن دفق الشريان يصب من شامة الدنيا إلى قدس الكون ومسرى الأنبياء..
اليوم تتكلم أرضنا لغتها العربية الفصيحة لا لوثة التطبيع باقية ولا زرد السلاسل.. القدس بعينيها تقاتل.. وتنتصر والعيد أعياد إيمان وكرامة وقيامة مسيح يفدي الإنسانية ومعراج النور إلى القلوب… كل عام وأنتم بخير.
معاً على الطريق – ديب علي حسن