الثورة أون لاين – سامر البوظة:
على مدى السنين العشر التي مرت, ومنذ بدء الحرب الظالمة التي شنت على سورية, لم تتوقف يوماً محاولات منظومة العدوان الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية لإسقاط سورية وإخضاعها, كونها صخرة الممانعة الأخيرة التي وقفت وتقف في وجه تحقيق مشاريع الغرب الاستعمارية الخبيثة في المنطقة, فلم تترك تلك الدول وسيلة إلا واستخدمتها واستنفرت كل طاقاتها وأدواتها في سبيل تحقيق ذلك لكنها لم تحصد سوى الفشل والخيبة, فسورية لا تزال صامدة وشامخة بفضل بطولات جيشها الباسل, ووعي شعبها الذي تمكن بصموده الأسطوري من الوقوف في وجه أعتى إرهابيي العالم، وأفشل كل مخططات الأعداء للنيل من وحدة واستقلال وسيادة سورية, فدحر الإرهاب وكان شريكا أساسيا في صنع الانتصار.
واليوم يترقب السوريون يوم الـ 26 من أيار الجاري ليستكملوا انتصاراتهم ويكتبوا سطراً جديداً في سجل أمجادهم, عندما يتوجهون لصناديق الاقتراع ويمارسون حقهم الوطني والدستوري في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة, مؤكدين تمسكهم باستقلاليتهم وسيادتهم, وليوجهوا رسالة إلى العالم أجمع وإلى الأعداء بشكل خاص, بأنهم وحدهم أصحاب الكلمة وهم من يقررون مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وبلدهم, ولا يحق لأحد في الكون أن يقرر عنهم أو يملي عليهم شروطه أو إملاءاته, ولن يسمحوا بالمس بسيادتهم أو مصادرة قرارهم, فالانتخابات في أي بلد هي حق شرعي ودستوري تكفله كل القوانين والشرائع الدولية, ولا يحق لأحد التدخل فيها.
هذه الانتخابات, ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عنها شكلت صفعة جديدة على وجه أعداء سورية وكل متربص بها, لذلك لم يكن مستغربا هذا الكم من الهستيريا والجنون الذي أصاب قوى العدوان التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها ورمت بكل أوراقها وأدواتها في الميدان علها تغير شيئا على الأرض أو تحصل على بعض المكاسب, وفي المنصات الدولية واصلت ضغوطها عبر التحريض والتضليل وضخ الأكاذيب والتشكيك بالانتخابات حتى قبل أن تبدأ, وكل ذلك طبعاً لأهداف باتت مكشوفة ومفضوحة وهي عرقلة إتمام هذا الاستحقاق الهام وإفشاله, وإرهاب الشعب السوري لمنعه من المشاركة وممارسة حقه الدستوري في الاقتراع.
فلم يعد خافياً على أحد أن منظومة العدوان ستفعل المستحيل لتعطيل أو إلغاء هذا الاستحقاق, أو على الأقل تأجيله, لأنه سيكون بمثابة إعلان انتصار الدولة السورية وهزيمة مشروعهم الاستعماري الذي استماتوا في سبيل تحقيقه ولكنهم فشلوا، والشعب السوري يدرك ذلك تماماً، لذلك هو اليوم أكثر إصراراً على إنجاز هذا الاستحقاق في موعده وهو يمضي بكل عزيمة وثبات نحو هدفه غير آبه بكل تلك الضغوط والتهديدات التي لن تثنيه عن مواقفه أو تضعف من عزيمته وإرادته, لأنه يجد في هذا الاستحقاق استكمالاً لحربه المقدسة ضد الإرهاب, وفرصة لترسيخ سيادته وتعزيز وحدته الوطنية, وهو مصر على المضي في التحدي وخوض غمار هذا الواجب الوطني والمشاركة في الحياة السياسية ورسم مستقبل سورية, لأنه مؤمن بحتمية النصر والرد حتماً سيكون عبر المشاركة الواسعة في هذا الاستحقاق الذي سيعبر من خلاله عن ولائه ومحبته لوطنه, وهذا ليس بجديد على الشعب السوري الذي لطالما أثبت أنه عنوان للصمود والتحدي والانتصار.
سورية الآن على أعتاب مرحلة جديدة ومفصلية, وهي تتهيأ لإعلان نصرها النهائي على الإرهاب الذي يتهاوى ويلفظ أنفاسه الأخيرة, ودول العدوان أيقنت ذلك كما أيقنت فشلها وحقيقة هزيمة مشروعها الاستعماري, وأن كل محاولاتها اليائسة لم ولن تجدي نفعاً, وعليها تغيير نهجها وأن تعيد حساباتها العدوانية, فالدولة السورية أثبتت قوتها وصوابية قرارها, والمتغيرات السياسية والإقليمية الأخيرة خير دليل على ذلك.
الاستحقاق الرئاسي الجديد يترقبه السوريون وينتظرونه بفارغ الصبر, نظراً للأهمية الاستثنائية التي يكتسبها هذه المرة كونه يأتي على وقع الإنجازات التي تحققت بعد سنين من الحرب والإرهاب والحصار, وما تبعها من تغيرات وتطورات على الساحة السياسية, لذا فهو يشكل محطة مفصلية في تاريخهم وفي حياتهم السياسية، لأنه سيتحدد وفقه معالم المرحلة المقبلة, وسيكون بوابة العبور نحو المستقبل المشرق وإعادة إعمار وبناء سورية الحديثة.