الثورة أون لاين- لميس عودة:
73 عاماً على النكبة ومازال الجرح ينزف على اتساع الوطن الفلسطيني المحتل وتتسع رقعة الإرهاب الصهيوني، ومازال العدو الصهيوني الذي أُريد له أن يكون داءً سرطانياً مستشرياً في الجسد العربي يمعن في إجرامه وبطشه وتنكيله بحق الشعب الفلسطيني، ومازالت خناجر الاستهداف الإرهابي تغوص عميقاً في جسد محور المقاومة للنيل من ثباته وتمسكه بجمرات مبادئه الوطنية والقومية وفي مقدمتها فلسطين بوصلة التحرير وسمت المقاومة المشروعة ضد الاحتلال المارق على التاريخ والجغرافية والانتماء .
لا نستذكر اليوم النكبة الفلسطينية في روزنامة حدوث مأساتها قبل أكثر من سبعة عقود، فهي لم تغب عن ذاكرتنا اليانعة التي لا تذبل فيها حقوق ولا تتساقط فيها أوراق الثوابت مهما عصفت رياح الإرهاب ومهما استعرت جبهات الاستهداف العدواني، فاستعادة الحقوق السليبة في مسلمات الثوابت السورية لا تلغى بالتقادم وبوصلة تحرير الأراضي المحتلة لم تنحرف يوماً رغم كل سكاكين الغدر الأعرابي التي أُشهرت لتمزيق شريان الثبات السوري، فما زاده نزيفه إلا تصميماً على لثم الجراح والتشبث بالنهج المقاوم، نهج الكرامة والعزة الوطنية والقومية.
قالتها دمشق منذ بداية عصف رياح الإرهاب الصهيو- أميركي بخريطة منطقتنا تمزيقاً وإجراماً دموياً، وغاص السكين الإرهابي عميقاً في الجسد المقاوم، يوم فتحت الحدود لشذاذ الإرهاب العالمي ليمعنوا بفظائعهم الوحشية بحق الشعب السوري الصامد في وجه المشاريع الصهيو أميركية والحاضن للقضية الفلسطينية، لتستكمل نكبة فلسطين فصولها التآمرية المعدة في غرف الأعداء، أجل قالتها سورية فأصم الانهزاميون الخانعون من الأنظمة الأعرابية أذانهم أن الهدف من كل ما جرى ويجري من تخريب ممنهج في الدول العربية التي أثيرت فيها الزوابع الإرهابية الصهيونية كان تصفية القضية الفلسطينية وشطب الحقوق العربية المغتصبة.
فكل الحدة العدائية في التصريحات ضد الدولة السورية، وكل التسعير العدواني في السلوك الإجرامي الذي ينتهجه العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية وفي دول محورها المقاوم غايته واحدة ألا وهي تصفية القضية المركزية للأمة عبر توسيع رقعة التطبيع المذل مع الكيان الغاصب.
ولأن فلسطين القضية المركزية التي لم يحرف محور المقاومة بوصلته يوماً نحوها، ولأنها بقيت الثابت الذي لا يتغير في أولويات ومبادئ دوله، ولأن تحريرها هو الرافعة الأساسية لأي عمل نضالي، كان الاستهداف قوياً وشرساً والهجمات العدوانية كثيفة على دول محور المقاومة التي لم ترضخ لضغوط ولم تساوم على حقوق مشروعة وبقيت تحتضن القضية رغم كل ما عانته وتعانيه من حرب إرهابية شنت عليها لتتخلى عن ثوابتها وتمشي في ركب الهوان والخنوع.
مأساة النكبة اليوم تعاد فصولها المأساوية في القدس المحتلة عبر مساعي الاحتلال لتكريس نكبة جديدة في حي الشيخ جراح التي يتصدى لها المقدسيون والفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة والداخل المحتل عام 1948 بهبة عارمة اتسعت فيها رقعة الرفض لمخططات العدو الغاصب ومشاريعه التوسعية الاستيطانية، ويقابلها العدو الصهيوني بتسعير قصفه الجنوني وهجماته الوحشية الهيستيرية ضد المدنيين التي وإن زاد منسوب الإرهاب فيها فإنها ترسم خطوطاً جديدة للردع النوعي، وتفرض معادلة قوة المقاومة التي تعرف كي تقارع المحتل وتتقن فنون إيلامه في عمقه الإرهابي.
كما سقطت صفقة القرن المشؤومة ستتهاوى مشاريع الاحتلال وإن ارتكز على دعم أميركي وغربي سافر، فالأرض العربية ستلفظ كل الغزاة والمحتلين طال الزمان أم قصر، فكل إنجاز يحققه محور المقاومة هو نصر يدق أسافينه في نعش الوهم الصهيوني، ودعامة قوية تعزز قدرات المقاومة الفلسطينية وصولاً للتحرير الشامل واستعادة الحقوق المغتصبة.