الآن وبعد انطلاق الحملات الانتخابية للمرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، وهم ثلاثة مرشحين، ورفض باقي طلبات الترشح المقدمة لعدم استيفائها الشروط الدستورية والقانونية، بات علينا نحن الناخبين اختيار من هو الرئيس الذي يدافع عن عزة وكرامة هذا الشعب، الذي صمد بوجه أكثر من ثمانين دولة استقدمت الإرهاب من كل دول العالم لتدمير بلدنا أرضاً وشعباً وحضارة، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً نتيجة وقوف شعبنا صفاً واحداً خلف دولته الوطنية، مدافعاً عنها بكل ما يملك من إمكانات، رغم الحصار الجائر والإرهاب.
نحن مطالبون باختيار رئيس لم يرضخ لأي تهديدات مهما كان نوعها ومطلقوها.. نقول ما هو مطلوب منّا كناخبين، لأن الانتخاب واجب وطني وحق شخصي في الوقت نفسه، وأن ذلك يتطلب منّا جميعا أن نطلع بمسؤلياتنا في هذه المرحلة الجد عصيبة، وأن نختار من هو الأكفأ دون تردد، خاصة وأن ممارسة العملية الانتخابية هي مساهمة حقيقية في مكافحة الإرهاب والعنف وعودة ما تبقى من أرضنا إلى كنف الدولة.
ونقولها وبكل صراحة أن التاريخ سيحترم تجربتنا الديمقراطية، وعبقرية شعبنا في اجتراح المعجزات للخلاص من أخطر تحدٍّ نواجهه في تاريخنا، ونجد أن كل مساهمة اليوم في هذا الاستحقاق الوطني الكبير إنما هي مساهمة في بناء بلدنا.
إن ممارستنا لهذا الحق إنما هو تكريس لمفهوم المواطنة، وأولى خطواتها اليوم تعني الكثير، ليس للمواطن وحده بل للوطن كله حاضراً ومستقبلاً، واليوم ندعو وبإلحاح جميع السوريين المخلصين الأوفياء لحاضر ومستقبل البلد المساهمة الإيجابية في هذا الاستحقاق الوطني بامتياز، والذي يعد مساهمة وطنية في دعم الخيار الديمقراطي للحفظ على منجزاتنا الوطنية وحقنا في السيادة والكرامة والحرية.
إن الاستحقاق الرئاسي يشكل ضرورة وطنية كبيرة، وحالة وجدانية تفاعلية بيننا كمواطنين والمرشح، وانسجاماً كاملاً بالقول والفعل للخلاص من موجة الإرهاب التي ضربت كل مقومات مجتمعنا، وأيضا الاستحقاق الرئاسي نقطة تحول كبيرة باتجاه إعادة ترتيب البيت الداخلي بكل ما تعني الكلمة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً من خلال إعادة البناء والإعمار الذي يسعى ليس الدولة وحدها إنما كل مواطن شريف تهمه سورية أن تكون دولة متماسكة قوية تواجه كل التحديات الداخلية والخارجية.
إذاً الاستحقاق الرئاسي هو التحدي الأكبر والأبرز على الصعد كافة، فهو يشكل انتصاراً جديداً يضاف إلى سجل الانتصارات التي حققتها الدولة الوطنية السورية في التاريخ الحديث، إضافة إلى كونه محطة تاريخية مهمة في إعادة رسم مستقبل سورية، وتأكيد جديد لتموضع سورية المقاومة والممانعة في المعادلات الإقليمية والدولية.
إننا ونحن نمارس حقنا في هذا الاستحقاق.. قلوبنا مملوءة بالحب والتسامح والصفح، لأن سوريتنا المتجددة الناهضة من كبوتها المنتصرة على أعدائها تستحق منا ذلك.
حديث الناس – اسماعيل جرادات