لا يعكس التصعيد المتواصل الذي تقوم به منظومة الإرهاب على كل الجبهات عجز وتخبط أطراف تلك المنظومة، بقدر ما بات يؤكد صلابة وتجذر حوامل المشهد التي تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها نسفها واقتلاعها من جذروها لأنها باتت تشكل بالنسبة لهم كابوساً يقض مضاجعهم، لا سيما إسرائيل التي يلفها الرعب والهلع من كل اتجاه.
فالممارسات الإرهابية والاحتلالية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يوازيها من ممارسات استعمارية تقوم بها الولايات المتحدة في المناطق التي تحتلها في سورية، لجهة مواصلتها سياسات اللصوصية ونهب خيرات وثروات الشعب السوري وتعزيز ودعم التنظيمات الإرهابية، هي جزء وامتداد للمحاولات الصهيو أميركية للعبث بالقواعد والمعادلات المرتسمة بالدماء والشهداء والتضحيات بهدف تغييرها وتبديلها، بعد أن أرست واقعاً مغايراً وحدّاً فاصلاً لمرحلة جديدة يمتلك فيها محور المقاومة زمام المبادرة ومفاتيح القرار والميدان.
الأخطر في كل ذلك أن منظومة الإرهاب لاتزال حبيسة اللا وعي واللا حقيقة، لذلك هي تبدو مصرة على عدم تصديق أن العالم قد تغير وأن حوامل قوتها وهيمنتها قد أضحت في مهب التحولات التي لا تزال تعصف في كل مكان تتوجه إليه باستراتيجيتها الإرهابية والتخريبية والاستعمارية، وهذا ما يدفعها لاسيما أميركا وإسرائيل إلى استنفار كل خياراتها وأوراقها وأدواتها في وقت واحد، كجزء من محاولاتها المتواصلة للعبث بعناوين المشهد وركائزه، وبما يحقق لها مساحات إضافية للاستمرار بسياسات وممارسات الإرهاب والتخريب والتصعيد والابتزاز في كل الملفات والقضايا.
يبدو المشهد في ظل هذا التصعيد المتدحرج للإسرائيلي والأميركي وكأنه يرقد على صاعق متفجر، حيث يتوقع أن يأخذ هذا التصعيد منحى هستيرياً خلال المرحلة القادمة، ولا سيما أن محور المقاومة وتحديدا الدولة السورية على موعد مع انتصارات كبيرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي