الهواء خارجاً يتمرد معلناً عن أوان جديد، مع أن الجو يتمايل بين الربيعي والصيفي، إلا أن الوقت يعاندنا ويرسل لنا رسائله، لم نفهمها إلا عندما وصلنا إلى مكان آخر، ترافقنا الأحاسيس ذاتها..
هل رأينا مراجيح العيد..
هل لملمنا بعض العيديات ووزعناها على الصغار.. نسينا أن نفعل.. ومذاق الحلوى مر..
وكل الرسائل تعلن أن ساحات الكرامة الفلسطينية تؤجل الفرح…!.
مع أولى صباحات العيد كأن شيئاً ما يصر على النبش في الجراح.. الانتقالات لا تفعل شيئاً سوى أنها ترينا حجم اتساع انتشاره واستيطانه كسرطان خبيث، كعدو قدري، يمنع عنا حتى الأنفاس.
نشرات الأخبار بكل تقاريرها تعلن هذه المرة المنحى الأكيد لصواريخ ومدافع لم تغادرنا سوى من وقت قريب.. وها هي نفسها تنهال على الفلسطينيين… إنها هدايا العيد… ولكنها تنفض اليأس والاستسلام وتعيد إحياء الصراع الأزلي بين الحق والباطل، بين المقاومة والاحتلال..
بينما نحن نتلفت يميناً وشمالاً معتقدين أنه بعيد، فإذا به بكل حقد تلتف أيديه الصهيونية لتقضم ما تبقى من حجارة طاهرة في حي الشيخ جراح، إنه استيطانها اللعين، وامتداداتها الاستعمارية الأزلية.. و خبثها في تحويل العدو إلى صديق، والاتفاق معه على احتمالية عدو جديد، والكل يلتف معه ويناور.. إلى أن كشفت مقاومة أخوتنا في فلسطين، أن الأقصى هو المقصد والمرتجى وأن لا عدو سوى من يتجرأ على تدنيس المكان برمزيته وقدسيته لدى الجميع..
العيد لم يكتمل.. ما دام الأقصى في حداد، وما دامت تلك الأجساد الغضة تقاوم وحدها، وتدفع بعدو التحفت بعلمه أبراج عربية، تعلن الآن أنها قلقة من تفاقم الصراع، ربما تخاف أن تزداد رقعة المقاومة وتنزلق كل اتفاقياتهم السوداء إلى مزابل التاريخ..
بالتأكيد أنوار العيد لن تضاء ما دام ينزف دم الشهداء.. وما دام عدونا يتربص بنا ليل نهار، عساها تكون اليقظة بعد الغفلة والاستسلام..!.
رؤية- سعاد زاهر