استحقاقنا.. ومنعكسات الصلابة..

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

نحنُ في قلب العملية الانتخابية وفي خضمّها، وبإجراء الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها كاستحقاق وطني سيادي، لا نضعُ خلفنا فقط كل التُّرهات مما قِيل ومما سيُقال عنها وفيها، بل نَصوغ مُعادلات أخرى تجعل تحالف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة يُدرك ربما أنّ خيبات الأمس القريب والبعيد ستَتطابق مع ما يمكن تَجميعه من خيبات تَفرضها الوقائع اليوم، وتَعِدُ بما هو أعظم غداً.

فما لم يُدرك تحالف العدوان بالقيادة الأميركية مُنعكسات صلابة سورية المُؤسَّسَة على عوامل قوة ذاتية كامنة في أصالة شعبها ومَتانة جذوره الضاربة في عُمق التاريخ والحضارة، فهو في أزمة تَستحكمه ولن يعرفَ طريقاً للخروج منها إلا بمزيد من الخيبة والانكسار، وإذا كان أدركَ وهو في هذه الأثناء يبحثُ عن طرائق لتَحسين مُخططاته بالشراكة مع من جَرّبهم ومع من يَتّجه لتجربة استخدامهم وتَسخيرهم، فهو في مَغطس قد لا يَخرج منه.

لماذا هو بالحالتين في وضعين أحدهما أسوأ من الآخر؟ هل لأنّ عوامل قوة سورية لا تسمح باختراقها والنيل منها، أم لأنها لا تَقبل الفتنة، مَعصومة عنها، مُحصّنة ضدها، مَحمية بعقيدة وطنية راسخة أصيلة رُكنها صَوان ودعائمها فولاذية – وهي كذلك بحكم التجربة – أم لأنّ المُخططات والمُخططات البديلة التي يَسعى تحالف واشنطن لاستنساخها وتَحسينها تَنبع من المأزق ذاته الذي هو فيه ومن حالة العجز التي يُعانيها؟.

لهذا وذاك، سيَبقى من الحَتمي الذي يَرقى إلى اليَقين أنّ الأميركي ومن معه لن يَنتقل إلا من سيئ إلى أسوأ في حاله وبأوضاع حلفائه والتابعين له، بل سيَصطدم بما هو أكثر صلابة وأظهرت سورية جانباً منه عندما جَعلت مشاريع الفتنة والإرهاب حُطاماً، وتُظهر فلسطين كل فلسطين اليوم جانباً آخر منه، فيما لا تَخفى الجوانب الأخرى التي تَتَبدى جليّة في الجبهات المُمتدة من اليمن إلى العراق ولبنان.

بثقل جديد آخر تُحاول الولايات المتحدة، مُتسلحة بالقوّة الصهيو أطلسية وباقي المُلحقات من الأذرع الإرهابية، تَسجيل الحضور هنا في المنطقة، وهناك على تخوم روسيا والصين، التفافاً على الفشل وإمعاناً في تهديد الاستقرار العالمي، هذا صحيحٌ وقد تمّ رصد مُؤشراته، غير أنّ هذه المُحاولة أيضاً ستكون مَحكومة بالفشل الذي لا يَترك ربما لواشنطن خيارات أخرى تُتيحها اليوم الأطراف المُستهدفة، بل تُهيئ لها على قاعدة الحوار المَسقوف بالقانون والميثاق الدوليين، لكنها قد لا تَبقى مُتاحة ما لم يتراجع جو بايدن سريعاً عن الكثير من حماقات سلفه ومن سبقَه.

لعدة عقود سابقة تعود المُحاولات الصهيو أميركية باستهداف سورية، وخلال هذه العقود الطويلة لم تَدع واشنطن وسيلة إلا واستخدمتها لتحقيق القليل من الكثير الذي سَعت لتحقيقه، لكنها فشلت، أخفقت، وبمُقابل عدم تَحصيلها أيّة نتائج يَتبين، ربما للبعض من العُقلاء فيها، أنّ لقُدراتها أسقفاً منخفضة، وأنّ خياراتها مُقيدة حدودها وتكاد تُلامس العدم في ظل الإخفاقات التي تَعرفها الخارجية والاستخبارات، والتي تُجدولها إدارة ديمقراطية من بعد أخرى جمهورية، والتي يُشبعها البنتاغون دراسة وتَمحيصاً وبحثاً مُشتركاً مع الجنرالات الصهاينة عن حلول ومَخارج بلا جدوى، وربما لأنّ العقلاء وسواهم في واشنطن صاروا مُطلعين على السقف المنخفض وعلى محدودية الخيارات، يَبلغ الجنون مَبلغه الحالي من العبثية التي لا يُدرك أصحابها أنّ ما يجري تَقديره على أنه تَدوير زوايا، إنما هو في الواقع انتحار أو فعل انتحار عبثي يَتحرك على حواف نتوءات حادة لن تُؤدي إلا إلى الانهيار.

بالثقة نَمضي نحو إنجاز الاستحقاق الوطني الانتخابي، بالاقتدار نَتقدم نحو استكمال ما آمنّا بقُدرتنا على جَعله واقعاً يَقهر عدونا، وبالكثير من المهارة والإتقان نَصنع غَدَنا المُشرق الذي تَصونه مُؤسساتنا وفي المُقدمة منها المؤسسة العسكرية – جيشُنا العربي السوري البطل – وباليَقين نَقطع أننا اليومَ أقرب إلى الكثير مما لا نَستعجل التصريح والإعلان عن رؤيتنا له يَتحقق، وسيَتحقق لأنه استحقاق مُستحق .. إنّ لصلابة سورية مُنعكسات أعمى من لم يَرها.

 

 

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض