في المشاريعِ الثقافيّة.. الريادةُ لمشهدٍ يتطوّر

 

الملحق الثقافي:آنا عزيز الخضر:

المشاريع الثقافيّة، مساحةٌ متاحة، تتبلور عبرها الرؤيا الثقافيّة الناضحة، بعد أن فتحت أبوابها الواسعة للمواهب النابضة بالحياة، والمبادرة المتميزة في عالم الثقافة وفنونها، خصوصاً في ظلِّ وجود وسائل تدعم الدماء الحاملة لكلّ جديدٍ، والمؤمنة بتطوير إبداعها دوماً، لخلقِ مشهدٍ ثقافيّ، يقود دفّة الثقافة بشكلٍ مسؤول، يدرك أهميّة الإنجاز الجديد، والفكر الخلاّق والمتطوّر، القادر على تجسيد الرؤية الأفضل في الحياة.
من هنا، تسعى الجهات الثقافيّة، لتحمّل مسؤوليتها كأمانة يجب إيفائها تجاه المجتمع، فنرى في مشهدنا الثقافيّ، إبداعات وأعمال وإنجازات قادرة مع بعضها بعضاً، على خلقِ حراكٍ متميّز، يبشّر بالأمل.
حول المشاريع الثقافيّة وأهمّيتها وهدفها، بحثنا وأصحاب تجارب في هذا المجال، وكانت البداية مع «راني أبو عيسى»، الكاتب والمخرج المسرحي، المشارك في العديد من المشاريع الثقافيّة، والذي قال:
«ليس ثمّة مصطلحٍ مثير للالتباسِ كمصطلح مثقف، وليس ثمّة ثقافة دون وجود مثقّفين، وليس ثمّة مثقفون دون تطور مشروع ثقافيّ، هدفه صناعة الوعي وإثارة الخامد من الأسئلة وتجاوز اجترار ما تركه الأوّلون، وليس ثمّة فقر وهمٍّ وظلم، إلا وارتبط بالمثقف. هنا يأتي السؤال: لماذا لا نستثمر في الثقافة؟.. وهو أنسب جانبٍ، يتناول الموضوع في سياق رؤيةٍ شموليّة تدرس علاقة الاستثمار الثقافيّ، بجوانبِ التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة، بهدف تحقيق التكامل بين عناصر هذه العملية المستدامة.
ما رأس المال الثقافيّ؟.. حتماً الثقافة، فهي ذات قيمة اقتصاديّة عالية، تتجلّى في إحياءِ مهنٍ ترتبط بالثقافة، في توفير فرص العمل من قبل الجهات الرسميّة وغير الرسمية، وخاصة في منطقتنا التي تحفل بتراثٍ عريق، يمكن استثماره في استقطاب المزيد من الراغبين في التعرف إليه، وذلك لتفادي التأثير الكبير للعولمة، فوجب علينا الاهتمام برأسِ المال الثقافيّ، بدء من التراث الماديّ واللاماديّ، وذلك عبرَ عدّة خطوات أهمها:
– تشجيع الابتكار، وتعزيز التفاعل بين المجتمعين، الحضريّ والريفيّ.
– العمل على إدخال تدريس مادة التنمية الثقافيّة، بمراحلٍ معينة.
– إحياء المهن والحرف التقليديّة، لجذبِ المستثمرين ورؤوس الأموال.
في النهاية، وبصفتي مخرجاً مسرحيّاً، واجهت الكثير من المعوقات بإقامة مشروع ثقافيّ، بعد 22 سنة من عملي بالمسرح، وقد استنتجت أن الفن ليس مجرد مسرحيّة، أو أمسية شعريّة عابرة، الفن مشروعُ بناءِ هويةٍ دائمة.
أما الشاب «بشار عباس»، الممثل والمخرج المسرحيّ، والمسؤول عن مشروع «بروفا مسرحية»، والذي كان له العديد من العروض المسرحية في دار الأسد للثقافة والفنون في اللاذقية وأماكن أخرى، فقد تحدّث حول التجربة الثقافيّة قائلاً:
«انطلقنا في المشروع سنة 2016، وهو عبارة عن مجموعة شباب ومواهب فعلية، محبّة للمسرح ولعالمه، وشغوفه به.
اشتغلنا بعيداً عن قيود المخرج الواحد، فكان الإخراج جماعياً، أما الهدف الفنيّ للمشروع، فاستثمار طاقة الشباب التي تتّجه إلى البحثِ عن مواهبٍ ودماءٍ جديده دائماً، ومن عروضنا المسرحية: «بين قوسين»، إضافة إلى عروض فنيّة أخرى، ويدور «بين قوسين»، حول واقع الأزمة في بلدنا، وتضحيات الجيش العربيّ السوريّ، وفي الوقت نفسه، كان للعرض هدف فنيّ، من خلال الإضاءة على أكثر من مفصل يخصُّ العروض المسرحيّة، وتعامل الممثلين والمخرجين مع الخشبة.
نجح العرض في أكثر من اتّجاه، حيث حمل مجموعة أفكار قاربت حياة الناس، وﻻقى إعجاباً جماهيريّاً متميّزاً.
الهدف الأهم للمشروع، هو الهدف المجتمعيّ، فلقد اشتغلنا وفعّلنا أنشطته، عبر فعالياتٍ مجتمعيّة كثيرة، حيث أنجزنا اسكتشات مسرحيّة لدار المسنين، وكناّ أوّل فرقة مسرحيّة تقوم بهذه المبادرة، كما ذهبنا إلى المدارس وقمنا بعرضِ اسكتشات مسرحيّة توعويّة، للابتدائي والإعدادي والثانوي، ووجدنا الصدى اللافت، لأنه نابع من موهبة مصقولة، وإيمان بدورِ الفنّ ورسالته، تجاه المجتمع، والوطن الذي نؤمن بقضيّته.
طبعاً، عملنا على الهدف الفنيّ، والهدف المجتمعيّ التوعويّ، لأنهما القضية الأهم للمشروع، وﻻبدَّ من الذكر، بأن الكتابة في العروض المسرحية أو الاسكتشات التي قدمناها، كانت جماعية، وهو ما كان عليه الإخراج أيضاً.
لقد اشتغلنا مع بعضنا بعضاً، وفي أكثر من فرقة مسرحيّة، فنشأت الفكرة. تجمّعنا كموهوبين، وعملنا انطلاقاً من هذا الأساس.

التاريخ: الثلاثاء18-5-2021

رقم العدد :1046

 

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس