الملحق الثقافي: هفاف ميهوب:
هو ذاك النشيد الذي سنسمعه، يوم يقرّر أبناء هذا الوطن، إعادة ترتيب الحياة التي تليق بهم، أبناء حضارة لها الصّدارة، ورجال تضحياتٍ سطّرها الدم الشريف، وأعلنها صوت الحقّ، كبرياء مرحلةٍ، تسمو به وتصطفيهِ لأجلهم..
يومَ تشدو حناجر الفرح فينا، بصوتٍ يحمدُ سوريّتنا، ويلعن كلّ من أوجع أمومتها.. كلّ من سعى لتدميرها وتدنيسِ أرضها، وهدرِ الحياة التي تسري في نبضها.
تزغردُ راياتها مباركة تفوقها على كلّ المجرمين والخونة والمشاركين، في جعل الموتِ سيّد الزمان ولا أمان، للشامتين والمهلِّلين والمباركين، بشاعة صوره وفظاعة أنواعه…
إنه نشيد النصرِ الذي ننتظر أن يتصاعد وإياه، نشيد الحناجر الغاضبة في كلّ أرض عربيّة مقاومة، مؤكّداً وبصوتِ الكرامة، ما أكّد عليه الشّاعر «أمل دنقل» في قصيدته الرافضة للمساومة:
«لا تصالح/ ولو وقفتْ ضدَ سيفكَ كلّ الشيوخ/ والرجال التي ملأتها الشروخ/ هؤلاء الذين يحبّون طعم الثريدِ وامتطاء العبيد/ هؤلاء الذين تدلّت عمائمهم فوق أعينهم/ وسيوفهم العربية قد نسيتْ سنوات الشموخ/ لا تصالح/ فليس سوى أن تريد/ أنتَ فارسُ هذا الزمان الوحيد/ وسواك المسوخ»….
إنه أيضاً، نشيد العقول المرفوعة بضيائها، والمتحررة من جهلِ الأفكار الغارقة في غيِّها وضلالها.. نشيدٌ لابدّ أن يكتمل باكتمال الوعي، وبالسعي لإخماد الأحقاد التي استشرت وتفاقمت فينا، ولاستعادةِ القيم والتغلّب على الألم، الذي بات عيداً تباركه لحظاتنا، فيبارك معاناتنا، دون أن نبارك أو نتبارك، إلا بذاك اليوم الذي سنشعر فيه، بأن الحياة اللائقة عادت إلينا.
ننتظر هذا النشيد لنحتفي، وها نحن نستعدُّ فليستعدُّ معنا، كلّ صديقٍ ومحبّ ووفي.. كلّ شقيق لم يخنّ دمنا، وكلّ ابنِ أرضٍ تعنونت بعنواننا.. كلّ من تنفّس من مدى الإباء، وكلّ من آل على انتمائه، أن يبقى في قلبِ وطنه، ينبض بالحياة والحبّ والوفاء…
نستعد لإنشاده، فليصهل المجد صعوداً يقدّس أحبابه.. الأوفياء، الأولياء، الراقدين، في عليائه والمدى، يضاءُ بشمسِ السوريّين..
mayhoubh@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء18-5-2021
رقم العدد :1046