وهم القوة

يعمل الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود على ترسيخ فكرة أنه بامتلاكه القوة العسكرية الضاربة قادر على تحقيق الحماية لمستوطنيه في فلسطين المحتلة، وقادر على منع الشعب الفلسطيني وحتى العربي من التفكير باسترجاع الحقوق المغتصبة، لينكشف اليوم أمام العالم أجمع وليس مستوطنيه فقط بانهيار وهم القوة العسكرية الحامية، مع انهيار قباب الحديد أمام صواريخ بارودها معجون بعرق المقاومين وموجهة بإرادتهم.
لا شك أن مفهوم القوة أمر نسبي، ونحن نعلم جيداً أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمتلك أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة وأكثرها تطوراً، ولديها من الصواريخ ما يملك قوة تدميرية هائلة قادرة على تدمير أبراج شاهقة في لحظات كما فعلت في برجي الشروق وهنادي في قطاع غزة، لكن مع ذلك لم تستطع أن تنال تلك القوة الهمجية من أبراج الإرادة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني بشبابه وشاباته في القطاع والضفة وفي الأراضي المحتلة عام 1948 .
قوة التدمير التي تستخدمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي ذهب ضحيتها أكثر من 261 شهيداً منهم 61 طفلاً خلال الأيام التسعة الماضية من العدوان المتواصل تهدف إلى ترهيب الفلسطينيين وكسر إرادتهم بأطفالهم وبناهم التحتية لدفعهم للانكفاء والانهزام لكن ما نشاهده أن جميع أبناء الشعب الفلسطيني مدركون تماماً أنه بالإرادة تنتصر قضيتهم وبقوتها يهزمون الاحتلال.
عبر التاريخ استطاعت الإمبراطوريات الاستعمارية أن تفرض سيطرتها وسطوتها بالقوة على الشعوب الواقعة تحت احتلالها، لكنها لم تستطع أن تستمر بشكل دائم رغم قوتها العسكرية، والاحتلال الاسرائيلي العنصري الذي يجثم على أرض فلسطين يدرك ذلك جيداً، وهو كان يحاول على مدى العقود الماضية تحويل الاحتلال الى ديمومة معترف بها دولياً وشعبياً عبر التطبيع ومحاولات الاندماج في المحيط الجغرافي، لكن في كل يوم يتضح للعدو أنه سيبقى ملفوظاً شعبياً وأنه مع مرور الأيام يسير نحو انهياره واندحاره.
لذلك نرى أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يخفي عن العالم حجم جرائمه بحق الفلسطينيين من جهة عبر قصف مقر وسائل الإعلام الدولية في قطاع غزة، وكذلك كم أفواه إعلامه لإخفاء حجم الهزيمة التي يشعر بها مستوطنوه الذين يعيشون معظم أوقاتهم ومنذ 9 أيام في الملاجئ، فهو يريد أن يرسل للعالم رسالة أنه الأقوى وفي الوقت ذاته يريد أن يرسل رسالة للشعب الفلسطيني أن المقاومة غير مجدية.
يريد العدو أن ينهي جولة الصواريخ بطريقة المنتصر كي لا يتكرر مشهد اندحاره من غزة قبل 15 عاماً واندحاره من جنوب لبنان قبل 20 عاماً، ذلك المشهد الذي لا يزال يغذي ذاكرة الفلسطينيين والعرب وخصوصاً الشباب منهم بجدوى المقاومة وقوتها وقدرتها على صنع التحرير وإعادة الحقوق المغتصبة، لكنه سيفشل بكل تأكيد لأننا نعيش في زمن المقاومة وزمن الكرامة التي تفخر سورية بأنها شريكة في صنع هذا الزمن الذي تتعاظم فيه إرادة المقاومة وينهار وهم قوة الاحتلال العسكرية.

اضاءات -عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري