تعطيل دور مؤسسات الدولة السورية وشل اقتصادها وتخريب وتدمير بنية الصناعة والزراعة والنقل والتعليم وسرقة النفط والقمح والموارد وممارسة القتل والتهجير والإرهاب بكل أشكاله وصوره بحق الشعب السوري ومحاولات التقسيم والتفتيت لأراضيه كانت ومازالت من أهداف الحرب العدوانية التي شنت على سورية منذ العام 2011 وحتى اليوم.
رد الشعب السوري على رعاة الإرهاب كان واضحاً منذ البداية، حيث استمر المواطنون بممارسة حياتهم والدوام في مواقع عملهم، كما استمر الفلاحون والمزارعون بالذهاب إلى حقولهم وأراضيهم والطلاب والتلاميذ والمعلمون إلى مدارسهم وجامعاتهم والعمال بالذهاب إلى معاملهم ومنشآتهم لتأمين متطلبات الصمود، وكانوا بحق رديفاً حقيقياً لجيشنا الباسل وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى، شأنهم في ذلك شأن باقي شرائح المجتمع الذين قاوموا الإرهاب وقدموا أنموذجاً يقتدى به في حبهم للعمل والتضحية والفداء وكلهم أمل بغدٍ أفضل.
اليوم يتطلع الشعب السوري الذي انتصر في حربه ضد الإرهاب والحصار والعقوبات إلى السادس والعشرين من هذا الشهر لتتويج انتصاراتهم بنصر جديد في صناديق الاقتراع، نصر يكتبه السوريون بإرادتهم كما سجلوا قبله انتصارات كثيرة في الميدان وفي مواقع عملهم وعلمهم، وذلك من خلال مشاركتهم الفاعلة لحقهم وواجبهم باختيار الأكفأ والواثق بقدرته على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة الى شاطئ الأمان وبناء سورية من جديد.
الانتخابات الرئاسية في السادس والعشرين من أيار الجاري هي إعلان صريح بانتصار سورية على كل أشكال الحروب التي شنت ضدها وآخرها الحرب الاقتصادية الجائرة التي تم فرضها من قبل الغرب والدول الراعية للإرهاب في محاولة لكسر إرادة السوريين وثنيهم عن التمسك بمبادئهم الوطنية، كما تعكس حرص الدولة على إنجاز جميع استحقاقاتها الدستورية بمواعيدها وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية والبدء بمرحلة إعادة الإعمار التي يجب على الجميع العمل بها أملاً بمستقبل أفضل لنعيد بناء ما دمره الإرهاب وطرد المحتل.
الاستحقاق الرئاسي من أهم ركائز السيادة الوطنية ولا مساومة عليه فهو جزء أساسي من الدفاع عن الوطن وحماية سيادته واستقلاله، وإجراء الانتخابات في موعدها رسالة للعالم بأن سورية متمسكة بقرارها السيادي وصون وحدة أراضيها ومؤسساتها وأن الشعب السوري لن يتقاعس عن أداء واجبه في المشاركة في الاستحقاق وهو وحده من يقرر مصيره ويختار من يمثل تطلعاته ولن يتنازل عن حقه وواجبه في حماية سيادة واستقلال بلده.
أروقة محلية- بسام زيود