اختزلت الحضارات مقومات تطورها ونهوضها بمفهوم العمل والمثابرة الذي وصل في كثير من الدول الى مرحلة “التقديس” ..
من هنا قسم العالم الى دول متقدمة اعتمدت مبدأ العمل الجاد، وأخرى متخلفة اعتمدت الاتكالية وما ينتجه العالم المتقدم …
هذه الدول الاتكالية وصلت، بسلوكها هذا الطريق بسبب عدم استثمار أدواتها البشرية والاقتصادية، الى التبعية الكلية .. وبالتالي خسرت مواردها و قرارها السيادي …
صحيح إننا في سورية لم نصل بعد الى مرحلة الرضا عن الذات لأسباب، أغلبها موضوعية وبعضها ذاتية… إلا أن إرادة السوريين وإيمانهم بوطنهم كفيلان بالارتقاء بعملهم والتزامهم به وصولاً الى حد الإبداع …
المواطن السوري يرفض التبعية و معروف عنه كبرياؤه وكرامته وعدم تكبره على العمل مهما كان نوعه مادام يحقق له كفافه … هذا الحب للعمل نابع من مبدأ أخلاقي ووطني .. من هنا نرى كيف وصل العامل و الفلاح الليل بالنهار خاصة في فترة الأزمة ليكون ذراعاً مكملة و داعماً لوطنه واقتصاده لإعانته في كسر حدة الحصار المفروض عليه إيماناً منه بأن سورية تدفع ثمن مواقفها الوطنية والقومية وثوابتها المعلنة ورفضها التبعية حفاظاً على حرية قرارها وسيادتها …
الفلاح عاد الى أرضه واستثمر كل شبر فيها وكذلك العامل الذي تحمّل المعاناة وصبر لتبقى الآلات تدور وهو بذلك ساهم في استمرارية دوران عجلة الإنتاج ..
الشيء نفسه ينطبق على الموظف الذي لم يتخلف عن أداء مهامه لاستمرار تقديم الخدمات للمواطنين ولتبقى سورية بلد مؤسسات …
هكذا هو حال المواطن السوري خلال الأزمة … حيث إنه- رغم الحصار و الإرهاب المركب- بادر وأصر على الاستمرار في العمل وتطوير مهاراته وصولاً الى الإبداع في الإنتاج حتى إنه وصل في كثير من المفاصل الى مرحلة الاختراع وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي.
سورية اليوم بحاجة أكثر من أي وقت آخر الى تشابك أيادي أبنائها.. تحتاج الى مضاعفة الجهود وصولاً الى تأمين عبورها الى بر الأمان… وهذا يكون بالعمل الجاد المبني على المعارف والعلم والغيرة الوطنية والإيمان بقدرة وتكاتف الجميع على تخطي الصعاب من خلال التركيز على تنمية المشاريع الكبيرة قبل المتوسطة والصغيرة وإعادة عجلة الإنتاج أقوى مما كانت عليه
سابقاً …
هنا تتحقق متلازمة العشق.
عشق الوطن المبني على العمل والإبداع وصولاً لتحقيق هدف سورية بمستقبل يليق باسمها ومكانتها وحضارتها.
على الملأ- شعبان أحمد