الثورة أون لاين- أدمون الشدايدة:
لليوم التاسع على التوالي يسجل المشهد الفلسطيني مسلسلاً دموياً تندى له جبين الإنسانية، في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملياتها الوحشية الهمجية بحق الفلسطينيين، حيث لا تزال المدن الفلسطينية وبشكل خاص غزة ترزح تحت نيران العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي خلَّف مئات الشهداء والجرحى.
فالحدث اليوم بدأ مع تصعيد همجي قامت به قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، حيث شنت قوات الاحتلال منذ فجر أمس سلسلة غارات عنيفة على مناطق في قطاع غزة، مستهدفة مواقع عامة على البحر ومنازل المدنيين، حسب المصادر المحلية، وشوهدت ألسنة دخان كثيفة وأصوات انفجارات كبيرة في مناطق مختلفة من مدينة غزة بفعل القصف الجوي الإسرائيلي، كما ردت المقاومة على هذه الاعتداءات باستهداف عدد من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 10 أيار الجاري، إلى أكثر من 200 شهيد و1305 إصابات، بينهم 59 طفلا و35 امرأة.
في المقابل ورداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين قصفت المقاومة الفلسطينية اليوم بالصواريخ: تل أبيب” ومواقع للاحتلال الإسرائيلي في محيط قطاع غزة المحاصر وبارجة في بحره ومستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
ذلك الرد جاء بالأقوال والأفعال، بحيث تؤكد المقاومة ولا تزال بشكل يومي عن ثبات موقفها وعن نيتها مواصلة التصدي للعدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته حتى الرمق الأخير.
فسلوك الاحتلال الهمجي تجاه الشعب الفلسطيني، لن يحد من ضربات المقاومة، بل ضربات المقاومة ستتصاعد وتكون أكثر تأثيرا على الاحتلال، وذلك لرد هذا العدوان الغاشم عن الشعب الفلسطيني.
على الصعيد الدولي لازالت تصريحات الدول خجولة وغير مجدية أمام هول الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بحيث لم تخرج من إطار الأقوال التي لا تقدم ولا تؤخر سوا بمزيد من إهدار الوقت لصالح جرائم الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
أما أميركا فكانت وقاحتها فجة إلى أبعد الحدود، وهي كعادتها تسارع إلى نصرة حليفها الصهيوني على حساب الشعوب المقهورة، وهذا كان واضحاً من خلال تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية، وفي مجلس الأمن الأمر الذي رفضته القيادة في فلسطين، حيث قالت إن موقف واشنطن الداعم للاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن مرفوض، موضحة أن عرقلة الولايات المتحدة للمرة الثالثة إصدار مجلس الأمن ولو بياناً صحفياً بشأن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يفتح الباب أمام تحرك فلسطيني للتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن ما يجري في فلسطين هو حملة إرهابية وحشية عنوانها الإبادة الجماعية يقودها كيان الاحتلال بقرار رسمي بحق الشعب الفلسطيني أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وبمباركة أميركية عدوانية
