الثورة أون لاين – يارا شارل كاملة:
مرة جديدة يثبت السوريون للعالم أنهم شعب عصي على الخنوع والاستسلام والتبعية، شعب يعشق تراب وطنه ويقدم الغالي والنفيس من أجل ذلك.
مشاهد آلاف السوريين في الخارج وهم يتوجهون إلى المراكز الانتخابية للإدلاء بأصواتهم كانت صادمة لكل أعداء الشعب السوري الذي أثبت بوعيه الوطني الكبير أنه يمتلك زمام ومفاتيح قراره وسيادته وكرامته.
لقد اعتقد الكثيرون بأن سنوات الحرب الطويلة التي مضت كان من المفترض أن تخلق أجواء سلبية ومحبطة كما جرى في معظم الدول التي لفتها واجتاحتها الحروب والويلات، لكن ما حصل في سورية كان عكس ذلك تماماً حيث زادت تداعيات الحرب والعقوبات والحصار من تلاحم وتكاتف السوريين ورفعت من منسوب الروح الوطنية العالية التي يتحلى بها أبناء سورية منذ فجر التاريخ، لاسيما وأن شعبنا قد صمد وقاوم وصبر طيلة السنوات الماضية وحقق الانتصار تلو الانتصار في كل شبر من الأرض السورية وكان خير مثال على الإنسان الذي يمتلك ويكتنز بروحه ووجدانه وعياً وطنياً متنامياً يستند على الانتماء والقيم والمبادئ الوطنية الراسخة في وجدان السوريين.
لقد أكد شعبنا أنه شعب طموح وواثق ومتلاحم وهدفه الأسمى هو حماية تاريخه وحاضره ومستقبل أبنائه, شعب يعتز بانتمائه لهذا الوطن الشامخ ليضيف بوعيه رصيداً جديداً من التميز والإبداع والانتصار.
إن الوعي الوطني كان ولا يزال الطريق الوحيدة لصون الوطن وحفظ كرامة وسيادة ووحدة السوريين، كما أنه يشكل الدعامة الأساسية في بناء مستقبلنا وتحصينه ضد كل الهجمات والمخططات التي تهدف إلى زعزعة وتدمير حوامل وركائز الدولة السورية.
ونحن على مسافة ساعات من استحقاق الانتخابات الرئاسية هاهم جميع السوريين يتحضرون وقد تسلحوا بالإيمان والعزيمة ووعيهم وتلاحمهم الوطني للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الهام رافعين راية النصر، ومؤكدين للعالم أنهم أصحاب القرار والخيار وأصحاب الانتصارات والرايات الخفاقة بطموحاتهم بدحر الإرهاب والغزاة عن أرضهم.
وكما تكاتف السوريون في محاربة ودحر الإرهاب سيتكاتفون في إنجاز وإنجاح الانتخابات الرئاسية التي ستشكل بداية لمرحلة من الإعمار والبناء، وفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار، ومن اجل بناء سورية العظيمة المتجددة.