لم يكن المشهد عادياً وليس وليد اليوم، وإنما هو تراكم الحضارة والإنسانية والحب لدى السوريين.. في كل أصقاع الأرض استنفروا ليشاركوا وينتخبوا ويبصموا بالدم إيماناً بحقهم ووطنهم وجيشهم الذي حارب وصمد وانتصر على الإرهاب.
من رأى دمشق هذه الأيام- بكامل زينتها وألقها- يدرك أنها كانت ولاتزال أم الدنيا وشامة الله على الأرض، فيها تفتحت النوافذ والأبواب لتستقبل أبناءها كما يليق ببلد صدّر الحضارة والأبجدية لكل أنحاء العالم، ومازال برغم ظروف الحرب القاسية يشعّ نوراً وعطاء ومحبة.
السوريون بالخارج أقبلوا إلى صناديق الاقتراع وهم- بكثير من الغبطة والاعتداد بالنفس- يعبرون عن فرحهم وسعادتهم بممارسة حقهم الانتخابي بعد أن ملكت سورية قلوبهم وضمائرهم، فهي التي تترجم بهاء عصور مضت، والشاهدة على قرون من العطاء والبهاء.
غداً يوم عظيم.. بانتخاب رئيس يعبر عن تطلعات شعبه، كي تبقى سورية عزيزة كريمة، فلا فرحة أكبر وأعظم تغمر القلوب كتلك، إنها فرحة النصر وفرح الخلاص من ظلاميي العالم وجهلته ومرتزقته.
يا أيها السوريون لقد أثبتم للعالم أجمع أنكم الشعب الأقوى والأصلب والمحب والمخلص لوطنه وقائده… قبور الشهداء فوق مساحات الوطن حيث يرقد الإخوة والأبناء والأحبة ستطمئن بأن الوطن انتصر وأن الخير باقٍ فينا رغم كل مانمر به .
دمشق التي نهضت من رماد الحرب وارتدت معطف النصر بهياً يليق بقامتها العالية لاتزال قلب العروبة، فللأصالة عنوان وللكرامة عنوان، وللنصر عنوان، ولهذا كله يفنى الزمان وتظل سورية شامخة شموخ الرواسي والعصور والحضارات.
رؤية- عمار النعمة