الثورة أون لاين – دينا الحمد:
حقق السوريون إرادتهم، وحافظوا على قدسية دستورهم ومواعيده، ونفذوا انتخاباتهم الرئاسية، رغم كل حملات التضليل والتشكيك بشرعيتها والطعن بقانونيتها، وهم اليوم يتطلعون إلى مرحلة جديدة، مرحلة البناء والنهوض من تحت الرماد لبدء عملية الإعمار.
ويدرك السوريون شعباً وقيادة أن حملات الغرب الممنهجة ضدهم لن تتوقف، ولكنهم يعرفون أن انتصارهم على حلقاتها طوال عشر سنوات من الإرهاب والحصار والقصف يؤكد أنهم قادرون على مواجهة مخططات منظومة العدوان مهما بلغ خبثها، وكسر قوة المعتدين مهما بلغ جبروتها وغطرستها.
فهم الذين انتصروا على الحملات الغربية المضللة التي قادتها واشنطن وبعض عواصم أوروبا والمنطقة، وهم الذين انتصروا على حملات التشويش على الانتخابات الرئاسية ولم يعيروا اهتماماً لمن طالب حكومتهم بأن تلغيها أو تؤجلها، بل نظموها بشكل لافت وخاضوها بصورة فريدة أذهلت منظومة العدوان ولم يسمحوا لهذه المنظومة أن تزعزع أمنهم أثناء إجرائها، ومضوا في خياراتهم الوطنية.
حملات التضليل وخطط الحصار لن تتوقف لأن سورية ماضية على مبادئها وثوابتها التي لا تتواءم مع أجندات الغرب الاستعمارية، ولكن سورية بوعي شعبها وحكمة قيادتها السياسية لن تسمح لهذه الحملات الدعائية الرخيصة ولا للحصار الجائر الظالم أن تحقق أياً من أهدافها.
ومن يتصدرون المشهد العدواني يعرفون هذه الحقيقة جيداً، مثلما يعرفون أن وجودهم في سورية هو غزو واحتلال على الرغم من تجميله بألف مصطلح مثل حماية حقوق الإنسان والدفاع عن الحرية ومحاربة الإرهاب المزعوم.
ومن يتصدرون المشهد العدواني يدركون قبل غيرهم أنهم يغزون أرضنا ويبنون القواعد غير الشرعية فوقها، ويشردون أهلنا ويتاجرون بمأساته، ولكنهم يجمّلون مخططاتهم الشريرة بمساحيق التجميل وخلطات التضليل فيقلبون الحقائق ويسوقون لفعلهم الإنساني ودورهم النبيل.
الانتخابات الرئاسية السورية تمت بصورة أكثر من رائعة، وأثبتت إرادة السوريين القوية ووحدة نسيجهم الوطني، وكانت الحشود أمام صناديق الاقتراع والساحات العامة صورة حية عن ذلك، صورة كشفت عن وحدة الصف والقرار المشترك للشعب السوري، وأكدت على فشل منظومة العدوان في تحقيق أجنداتها الاستعمارية كما توهم المعتدون عندما خططوا لذلك، صورة تقول لأقطاب العدوان إن تضليلكم لم يعد قادراً على اختراقنا، وحصاركم لم يعد قادراً على كسر إرادتنا، ولم يبق أمامنا اليوم سوى البدء بالبناء والإعمار وسننجح كما نجحنا في كل معاركنا السياسية والعسكرية والنفسية والإعلامية معكم.
