الثورة أون لاين- منهل إبراهيم:
لا مكان دقيق لعقد حبال القمة وإن كانت جنيف في الواجهة.. لا سقف للتوقعات.. بل لا توقعات خارقة للعادة.. وكل هذا القول ليس سوى انعكاس لنبض الشارع السياسي الروسي من جهة.. ولضعف النبض الأمريكي تجاه روسيا من جهة ثانية.
هذا الضعف المزمن وتناذر الدوران السياسي الأمريكي بحد ذاته يؤثر على زخم ودفع عجلة أي لقاء أو حوار بين الطرفين.. وهو ما قد يحدث في لقاء القمة المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن في السادس عشر من الشهر المقبل.
الطرفان بحاجة لبلورة استقرار استراتيجي وبث – إن صح التعبير- قليل من الروح في العلاقات المتجمدة بين القطبين الباردين… وروسيا على ما يبدو تريد من قبول اللقاء جس النبض الأمريكي الذي ما يزال ضعيفاً في بلوغ نقطة الإنعاش التي ترتجي منها موسكو ضخ المزيد من دماء الصحة للعلاقات الراكدة مع واشنطن منذ زمن.
لسان حال روسيا يقول إنه لا يجب توقع أي معجزات من قمة بوتين-بايدن.. قد تكون القمة الروسية الأمريكية منتظرة بفارغ الصبر في أوروبا.. وهناك من ينتظرها بمخاوف ومن ينتظرها بأمل.. وهذا رأي النخبة السياسية في روسيا.. لكن لا يجب أن نتوقع أي معجزات من القمة.. لكنها قد تأتي أو تصنع عامل استقرار في حدود معينة للعلاقات بين روسيا وأوروبا حال تحقيقها اختراق أو نتيجة إيجابية.
لكن الملفت أن البرلمان الأوروبي يواصل حفر الخنادق وتسميم أجواء لقاء القمة المرتقب بدعوات تشديد العقوبات على موسكو وهذا ليس في صالح أوروبا التي تحاول بدل التعاطي الإيجابي خلق خلفية سلبية لهذا اللقاء وذلك في محاولته لاكتساب مزيد من الثقل السياسي عبر استغلال المواضيع التي يمكن أن يناقشها الرئيسان.
عين موسكو لا ترى أي خطط لتوقيع وثائق عقب الاجتماع المنتظر للرئيسين الروسي والأمريكي.. لكن حسب العقل الروسي من المهم أن تتاح للرئيسين فرصة تبادل وجهات النظر، ومقارنة مواقفهما بشأن القضايا التي تهم البلدين، وكذلك بحث القضايا التي تهم العالم برمته، أي مسائل الاستقرار الاستراتيجي ومراقبة التسلح.
غير أن العقل الروسي أيضاً ومعه عقول كثيرة تقول إنه لا داعي لانتظار توقعات مفرطة بشأن نتائج الاجتماع.. مع أن هذا الحدث مهم للغاية في ضوء التنافر والتباعد بين القطبين.. لكن لا يمكن أن توقع التوصل السريع إلى تفاهم بشأن قضايا الخلاف العميق خلال اجتماع واحد بين دولتين بفكرين متناقضين في السياسة والعسكرة.. وفي نفس الوقت أيضاً سيكون من الخطأ التقليل من أهمية هذا اللقاء المنتظر.