لا تبنى الدول وتتطور المجتمعات بخطوات وقفزات لا سند لها، إنما تفعل ذلك بناء واستناداً على ما تم إنجازه سابقاً وصار جزءاً من المجتمع في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع وغير ذلك .
من هنا علينا أن نعي أن أي نصر تحقق ليس وليد ساعته ولا يومه، بل فيه من جهد كل سوري مخلص منذ آلاف السنين لبنة وبصمة ترجمها صناع النصر إنجازاً جديداً بدوره سيكون بصمة القادم ليبني عليها ما سوف ينجزه ..
بهذا المعنى نقرأ الانتصارات السورية التي تتراكم لتكون السمة والبوصلة التي لا محيد عنها أبداً.
السوريون المنتصرون ببعضهم بعض يحملون في كل خطوة ويستندون على أرث نضالي متجذر، ألم يقل القائد المؤسس حافظ الأسد عندما سأله باتريك سيل عن القادم فكان رده: اكتب المعركة مستمرة .. وهذه الرؤيا الاستشرافية التي نقرأ تفاصيلها الآن.. تزداد عمقاً بما قاله السيد الرئيس بشار الأسد في كلمة الشكر التي وجهها إلى الشعب السوري ..حين قال بهذه الروح والإرادة والعزيمة القوية سوف نستمر بمواجهة الأعداء وتفكيك مخططاتهم .
الاستمرارية لا تقوم على فراغ ولا تصب في فراغ، بل تعني تفجير الطاقات الكامنة، ما نراه الآن وما ظل مستتراً لكننا ربما لم ننتبه إليه أو قد تركناه لوقت الحاجة إليه.
لن نبحث طويلاً في دفاتر الوطن ومؤسساته فالأمر ظاهر وواضح وجلي العمل الحقيقي على مختلف الصعد، يبداً بالتفكير الذي لا يستبعد أحداً، ويجعل الأنانية الشخصية تحكم كل شيء.
نحتاج القدرة والجرأة على أن نكون قادرين على الإنصاف في إعداد كوادرنا وإنجاز مهامنا ..عنواننا الواسع والعريض كل شيء من أجل الوطن وتحت سقف الوطن.
بناء على ما تأسس وتجذر من نصر، علينا جميعاً أن نمضي قدماً في مدارات المسؤولية الكبرى، وليكن ما أنجزه كل منا مقياساً لأي قادم، القادم الذي بدأ من النصر.
سورية اليوم تضيف إلى إنجاز عشرة آلاف من الحضارة وتراكم فوقها ومعها وعلى علم ضم شمل البلاد.
من نبض الحدث- ديب علي حسن