هواجس الأهل تجاه امتحانات أبنائهم.. قلبهم ينبض من آذانهم

الثورة أون لاين- حسين صقر:

غالباً مايعيش الأهل والأسر حالة القلق أثناء تقديم أبنائهم الامتحانات وبشكل خاص في الشهادتين الإعدادية والثانوية، وهذا أمر طبيعي، لكن أن يبالغوا في هذا الخوف و التوتر، فتلك مشكلة كبيرة تنعكس سلباً على الطرفين، لأن الطالب يبدأ بتحميل نفسه مسؤولية تتناسب مع حجم ذلك الخوف، والأهل تجرهم العاطفة إلى مواقع أخرى قد تسبب لهم توتراً نفسياً لا تحمد عقباه.
وبالتزامن مع فترة الامتحانات للشهادتين المذكورتين، و موضوع القلق يتضاعف ولاسيما عند ذوي طلاب الثانوية العامة، لأنها مرحلة مفصلية ومفترق طرق لولوج المستقبل.
إحدى الأمهات تحدث للثورة عن ابنتها التي تخضع لامتحانات الإعدادية، وقالت إنها منذ المرحلة التي سبقت هذه الامتحانات وهي تعيش حالة قلق غير مسبوقة، بالرغم من أنها وفرت لها كل الإمكانات والظروف المادية والمعنوية من دروس خصوصية ومصاريف شخصية وغير ذلك، لكن لم تستطع التخلص من القلق على ابنتها، وتشعر وكأنها لم تقدم لها شيئاً، بل مقصرة معها، وهو ما يشعرها بعقدة الذنب تجاهها، وتضيف ليتني أستطيع تقديم أكثر من ذلك بكثير، لما توانيت أبداً.
وأضافت لا أستطيع تخيل عدم حصولها على مجموع ممتاز بعد كل هذه المتابعة، وفيما لو حصل ذلك، لا أقدر كيف تكون حالتي.
وقال أحد الأولياء: منذ أن قدم ولدي امتحان الإعدادية وأنا أحسب لهذا اليوم الذي يقدم فيه امتحان الثانوية، أي إن القلق يرافقني منذ زمن طويل، بل إنني أنا الذي أخوض غمار هذا الامتحان.

44.jpg
من ناحيتها قالت والدة أحد طلاب شهادة الثانوية الفرع العلمي: اشعر أن قلبي ينبض من اذني نتيجة الخوف الذي يرافقني قبل اللحظة التي ودعته فيها على باب المنزل وهو متوجه لتقديم مادة الفيزياء، وأضافت لن أستطيع وصف شعوري في هذه اللحظة التي أتحدث بها معك عن وضعي النفسي، ولهذا بت من هذا اليوم أخاف الساعة التي سوف تعلن بها النتائج.

33.jpg
مشاهد مؤثرة حيث طالب هنا وآخر هناك في طريقه إلى الامتحان والملخص بين يديه يراجع معلوماته وهو يقطع الشارع، فيما طالب آخر يسير بهدوء وكأنه ذاهب لحضور حفل، وأنا اراقب المشهد قاطع شرودي أحد المعارف السابقين لظنه أنني مدرس و بأنني متوجه إلى أحد المراكز الامتحانية كي “يوصيني” بولده..قاطعته أنا لست مدرّساً ..أم أنك نسيت..متناسياً هذا الوالد أن على ابنه أن يعتمد على ذاته في الإجابة، ولكن.؟
وعبرت بعض السيدات بالقول: تحدث كلمة امتحان بالنسبة للكثير من الأشخاص رهاباً حقيقياً من الطلبة والأسر، حتى إن هذا الخوف قد يمتد فيسيطر على نومهم، فيرى كثير منهم في نومه أنه تأخر على موعد الامتحان، أو أنه لا يستطيع تذكر ما قد درسه، وكذلك قد يصاب بعضهم بالأرق وفقدان الشهية وتسلط بعض الهواجس المُلحة، وغير ذلك من مظاهر القلق والخوف، ويتخذ الكثير من الأهل إجراءات كثيرة أثناء هذه الفترة، حيث تتوقف الزيارات العائلية، مع رفع جهاز التلفاز من الخدمة، وإغلاق الكمبيوتر، واختصار المكالمات الهاتفية إلى أقصى درجة ممكنة، وربما منع الحديث بين أفراد الأسرة في غير وقت الطعام إلا للضرورة القصوى.
* سلبية القلق
وفي هذا السياق تشير الاختصاصية النفسية ناديا عبده رفاعة: إلى أن القلق بشكله العادي والطبيعي يعد أمراً إيجابياً للفرد فهو بمثابة الدافع الذي يحرضه لإعداد نفسه للامتحان، ولكن حين يزيد هذا القلق عن حده تظهر آثاره السلبية على الفرد، ما يؤثر على ثقته بنفسه، ويؤثر بشكل سلبي على تحصيله الدراسي فيتدنى وينخفض، وللتغلب على قلق الامتحان لابد من التوقف عن التفكير السلبي بالأمور، وتجنب المخاوف التي تتسبب بالقلق كالخوف من صعوبة الامتحان، أو الخوف من عدم المقدرة على استيعاب الدروس أو الخوف من النسيان، ومن ثم يأتي الدور المضاد للسلبية، وهو التفكير الإيجابي والثقة بالنفس من خلال إعطاء النفس الدفعة المناسبة من التفاؤل.
وأضافت رفاعة: إن تشتت الذهن حول حالة النسيان التي يعاني منها الكثير من الطلبة، فهي إحدى نتائج القلق، حيث يؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب، فتتداخل بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق، ويحدث هذا أثناء المذاكرة أيضا، والعلاج في هذه الحالة هو النوم العميق والراحة، وإعطاء فرصة للذهن لاسترجاع المعلومات.
وعن أفضل الطرق للاستذكار، فتقول: لابد أن يبدأ الطالب بالمذاكرة بنشاط دون تعب أو ملل، ويجب أن يقنع نفسه بأن ما يقرؤه عبارة عن قراءة استمتاعية تضيف له الفائدة والمعلومات، وليست مجرد واجب، كما يجب وضع جدول مكتوب للمراجعة وتنظيم الوقت، حيث إن الجدول المكتوب يعطي النفس استعداداً نفسياً وعقلياً للمذاكرة والاستيعاب، ويجب الموازنة بين فترات المراجعة والراحة، وألا تمتد فترات المذاكرة لأوقات طويلة، لأنها تسبب الملل والإجهاد، ويجب تهيئة مكان جيد لذلك، والابتعاد عن كل وسائل الإزعاج، وسبل تشتيت الذهن وما يؤثر على الأعصاب، والجلوس بشكل مريح، بالإضافة للتركيز على أهمية النوم وعدم السهر، وخاصة في الليالي السابقة للامتحان لأن السهر يبدد المعلومات، ويؤدي إلى تشتت الذهن

 

 

 

آخر الأخبار
بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية مؤشر الدولار يتذبذب.. وأسعار الذهب تحلق فوق المليون ليرة الكويت: سوريا تشهد تطورات إيجابية.. و"التعاون الخليجي" إلى جانبها مع انتصار سوريا معاني الجلاء تتجد الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت