حين يطوي المقاومون أطماع إسرائيل وأوهامها

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:


بالرغم من الإخفاقات والهزائم العديدة التي لحقت بالكيان الصهيوني على يد الجيش العربي السوري وشقيقه المصري في حرب تشرين التحريرية المجيدة، ولاحقاً على يد حركات المقاومة العربية في لبنان وفلسطين، والتي جاءت بعد نكسة حزيران 1967، لاتزال بعض الأنظمة العربية تتعاطى مع هذا الكيان على أنه قدر لهذه الأمة، ولا يمكن زحزحته أو الخلاص منه، وهو ما ترجم بالعديد من صفقات التطبيع المجانية التي لم تنعكس بأي فائدة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إذ لايزال هذا الشعب الصامد يواجه الاحتلال وكل جرائمه وانتهاكاته ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية والتهجيرية بمزيد من الصمود والمقاومة، ولا أدل على ذلك من الحرب الأخيرة، حيث استطاع أبطال المقاومة في غزة أن يجبروا جيش الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه الهمجي على القطاع بعد أن أمطروا مدنه ومستوطناته المغتصبة بالمئات من الصواريخ التي جعلت الملايين من المستوطنين يفرون مذعورين إلى الملاجئ في مشهد قلما عرف الكيان نظيراً له منذ حرب تموز عام 2006.
للأسف ما زال بعض الإعلام العربي المأجور والمضلل يضخّم بفزاعة “إسرائيل” وقدراتها العسكرية المتفوقة، وينفخ في أسطورة جيشها التي سقطت سقوطا مدوياً في حرب تشرين التحريرية، وتكسرت أجزاؤها في حرب لبنان، لكي يبرر تخاذله واستكانته وتخليه عن دعم قضية فلسطين وتحرير ما تبقى من أراض عربية محتلة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان، ولكن ما جرى في السنوات الماضية من خلال تعاظم دور وقوة محور المقاومة من إيران إلى لبنان مروراً بسورية ومن العراق إلى اليمن وصولاً إلى فلسطين، وما أنجزه هذا المحور في الحرب على الإرهابيين “أدوات المشروع الصهيوني” صعّب مهمة هؤلاء وأفقدهم المبررات التي يرتكزون عليها في إعلامهم، ولاسيما أن الإعلام الصهيوني بات اليوم يدق ناقوس الخطر إزاء ما يحيط بالكيان من تحديات مصيرية ووجودية بعد انتصار محور المقاومة في مواجهة الإرهاب.
وإذا كان لابد من استعادة شيء من ذكريات نكسة حزيران، فمن باب أولى أن نستعيد بعض دروسها المستفادة التي يجب أن تبقى في الذاكرة العربية طويلاً وتتعلمها الأجيال العربية القادمة جيلاً بعد جيل، “فإسرائيل” أثبتت أنها كيان هش ضعيف ولا يمكن أن تتحمل جبهتها الداخلية أي حرب طويلة، عدا عن كونها فاقدة للشرعية والمشروعية الدينية والأخلاقية والإنسانية- وقد شاهدنا جميعا مسيرات التأييد لحقوق الفلسطينيين حتى في العواصم الغربية- إضافة إلى كونها كيانا قابلا للهزيمة والانهيار متى توفرت الإرادة العربية الصلبة المصممة على التخلص من أسباب الهزيمة وصنع الانتصار.
ومن الجدير بالذكر هنا أن “إسرائيل” هُزمت بعد نكسة حزيران في العديد من الحروب والمواجهات، سواء أمام الجيش العربي السوري في تشرين التحرير، أو على يد فصائل المقاومة العربية سواء في لبنان أو فلسطين المحتلة المدعومة من سورية، والوقائع التاريخية القريبة تؤكد أنه منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 حتى اليوم لم تستطع حكومة الاحتلال تحقيق أي إنجاز عسكري له قيمة، لتكتفي فقط بجرائمها ضد المدنيين الأبرياء واغتيالاتها الجبانة بحق شخصيات وطنية مناضلة ومقاومة، إضافة إلى اعتداءاتها الجبانة بين الحين والآخر للهروب من أزماتها الداخلية، حيث اضطرت “إسرائيل” للقيام بانسحابات إجبارية ومن جانب واحد تحت ضربات المقاومة من مساحات واسعة من الأراضي العربية المحتلة سواء في جنوب لبنان أو قطاع غزة، ما عكس ضعفاً وترهلاً وتراجعاً مستمراً في قدرات الكيان الصهيوني وقوة جيشه المحتل بالرغم من ضخامة آلته العسكرية الفتاكة وتفوقها التكنولوجي، وهو ما أكّد على أهمية وفعالية العنصر البشري في أي مواجهة مباشرة مع العدو الصهيوني.‏
ولعل من دروس نكسة حزيران المهمة والمصيرية أيضاً أنها كشفت عن أهمية وفعالية التعاون والتضامن والتنسيق بين العرب والذي تجلى في حرب تشرين التحريرية من أجل إزالة آثار النكسة، فمثل هذا التعاون هو الذي أحدث الفارق في الحرب وحقق الانتصار الناجز بالرغم من كل ما جرى بعد ذلك من تدخل ودعم أميركي مباشر، وخروج مصر من المعركة باتفاقية كامب ديفيد، وهذا ما يفسر استهداف الجيشين الشقيقين بالجماعات الإرهابية التي تحظى بدعم وتأييد من الكيان الصهيوني والقوى الإقليمية والغربية.
اليوم عوّضت قوى وفصائل المقاومة في المنطقة والثورة الإسلامية في إيران غياب مصر عن المعركة مع الكيان الصهيوني، وباتت الساحة مهيأة للمزيد من النكسات في الكيان الصهيوني، وهو ما يقلقه ويقلق حكامه ومستوطنيه، ويدفعهم للتفكير ملياً بمستقبلهم المحفوف بالمخاطر، حيث لم تنفعهم كل اتفاقيات التطبيع الموقعة، ولم تجدهم اعترافات ترامب بالقدس عاصمة لهم، ليبقى شبح المقاومة يطاردهم في كل الأوقات.

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية