الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
عندما أكدت سورية أمام العالم مراراً وتكراراً بأن شعبها هو من يحدد مصيره ومستقبله، فهي كانت ولا تزال تعي وتدرك معنى هذا ومفهومه ومضامينه وبكل الأبعاد، وها هي اليوم ومع إنجاز الشعب السوري لاستحقاقه الرئاسي 2021 وكسب معركة التحدي والفوز والانتصار فيه أعادت التأكيد على مؤكدها.
لقد استمدت سورية ذلك من إيمانها العميق بأن شعبها أبيّ يرفض الخسارة أو الهزيمة في أي معركة أو حرب ضده مهما طالت، ومهما تمادى رعاة الإرهاب بأشكاله القديمة والمستحدثة باستهداف حياة السوريين وتضييق الحصار عليهم ورفع مستوى العقوبات وحجم الاستهداف بحق حياتهم ومستقبلهم.
وهذا أيضاً ما أفرزته أكثر من عشر سنوات من الحصار والتدمير الإرهابي الأميركي الصهيوني الممنهج عليهم، عندما أوفى الشعب السوري مجدداً للوطن وقائده وأكد على هويته الوطنية والتاريخية والذي تجسد في الـ26 من أيار 2021 عبر الحشود الجماهيرية الغفيرة التي تقاطرت إلى صناديق الاقتراع للتصويت في استحقاقها الرئاسي والدستوري وإنجازه في موعده، والذي ترافق مع انطلاق فرح شعبي عارم يفوق حد الوصف سواء في الساحات والقرى والمدن والمؤسسات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبشتى الوسائل، معلنة انتصارها وبشكل مباشر أمام العالم أجمع، في تأكيد على أن هذا الشعب الحي حاضر بقوته ولا يمكن لأحد تغييبه أو تقرير مصيره عنه أو سلبه هويته.
مستقبل سورية حدده أبناؤها كعادتهم وكتاريخهم الذي كتبوه بالدم والمقاومة والتلاحم والتكاتف والمحبة، يحدوهم الأمل نحو مستقبل أفضل، فهم أحفاد ملحمة البرلمان والجلاء وحرب تشرين التحريرية.. هي قوة الشعب وإرادته التي لا يمكن أن تقهر، التي هزمت أميركا ومحورها المعادي ومرتزقتها وعملاءها وهو ما يعترف به بعض المسؤولين الأميركيين من مهندسي الحرب الإرهابية على سورية كروبرت فورد وغيره، رغم محاولة بعضهم إعادة بث سموم إدارته الأميركية والتدخل في الشؤون السورية متوهمين بأنهم يستطيعون النيل من سورية وشعبها أو سرقة فرحة الفوز بالانتصار، حتى الصحافة الغربية لم تستطع إلا أن تقر بأن الشعب السوري انتصر، وهذا إن دلّ على شي فهو يؤكد مدى مرارة الهزيمة والفشل والإخفاق الذي تعرضت له واشنطن وأذنابها على أيدي السوريين.
رسائل شعبية بالجملة وصلت مضامينها لكل من راهن على إسقاط هذا الشعب، لتبرهن من جديد أننا أصحاب حق وقضية عادلة، وأن معركة الدفاع عن سورية مستمرة ضد جميع أشكال الإرهاب وضد كل محاولات النيل من سيادتها واستقلالها وحرية قرارها.
بكل عزيمة وإصرار يمضي السوريون لمرحلة جديدة من العمل الوطني لإعادة بناء الوطن المقدس، مرحلة نعاهد فيها رجالات جيشنا العربي السوري وشهداءه وجرحاه على استكمال إنجازاتهم التي بفضلها تكسرت المؤامرات على صخرتها وأفشلت حملات التضليل التي استشرس المجرمون لينالوا من خلالها سورية وشعبها.