الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل القائد المؤسس حافظ الأسد، باني سورية الحديثة، التي تمر اليوم، يؤكد السوريون مجدداً أنهم يتابعون مسيرة الكفاح والنضال ضد جميع قوى الاحتلال والاستعمار والإرهاب.
وهو ما تجسد خلال أكثر من عشر سنوات من مواجهة ومكافحة الإرهاب على الأرض السورية، قدمت خلالها الآلاف من التضحيات من شهداء وجرحى من أجل المحافظة على استقلالية قرار سورية وصون سيادتها ووحدتها، وعدم تقديم تنازلات عن الحقوق المشروعة سواء في الجولان السوري المحتل، أو التخلي عن دعم القضية الفلسطينية المركزية، وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
لقد جعل القائد المؤسس بفكره وبعد استراتيجيته من سورية الرقم الأصعب في المنطقة العربية، وفي لعبة التوازنات والاستراتيجية الدولية باعتبارها الأساس في الصراعات الدولية، وهو ما ظهر بكثير من الوضوح والتجلي خلال الحرب الإرهابية على سورية واعتراف الكثير من المسؤولين الأميركيين تحديداً بذلك.
كما حوَّل سورية إلى مركز استقطاب المزيد من القوة والمقاومة في مواجهة المشاريع العدوانية والمخططات الصهيونية، رغم حجم الحصار والمعاناة التي لم تستطع النيل منها، بل استثمره القائد المؤسس بكثير من الحنكة والذكاء داخلياً وخارجياً محولاً الضغوط الخارجية على البلاد إلى طاقة منتجة دفعت بسورية إلى إرساء وتدعيم أمنها واستقرارها ودفاعها وتحصين فكرها وغذائها ونهضتها، إضافة لبناء علاقات وأحلاف استراتيجية سياسية واقتصادية وعسكرية قوية جعلت من دمشق نقطة ارتكاز عالمي غير مسبوقة.. نقطة ارتكاز مستمرة حتى الآن..
فسورية القوة والصمود والمقاومة.. سورية المنيعة الحصينة بشيبها وشبابها وعنفوانها وعزتها وكبريائها ومفاجأتها وفكرها القومي والعروبي التي نراها اليوم تسجل المزيد من الانتصارات على الإرهاب وداعميه، وتسقط الكثير من المخططات العدوانية، وتذهل الجميع أصدقاء وأعداء، هي وليدة التصحيح وانتصار حرب تشرين التحريرية اللتين قادهما القائد المؤسس بكثير من الشجاعة لتعزيز موقعها الاستراتيجي والجغرافي والعسكري، وعلى كافة الاتجاهات لتمكينها من مواجهة كل المتغيرات التي قد تستهدفها.
فبكثير من الإرادة والصبر وفهمها لقواعد الصراع استطاعت سورية أن تكون عصية على المؤامرات والاستهدافات، بفعل التلاحم الشعبي والجماهيري الذي حوَّل القائد المؤسس طاقاته الكامنة إلى طاقات وطنية مبدعة وخلاَّقة وبنَّاءة للحفاظ على هذا الوطن المقدس، وهو ما يتأكد ويتجسد ويظهر متجذراً في دفاع أبناء سورية عنها واستماتتهم لصون طهر ترابها.. هذا ما زرعه فينا قائداً محباً مخلصاً لمبادئ وثوابت سورية، وهو ما عاهده عليه أبناؤه السوريون، ومستمرون عليه مع قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، فسورية ستبقى منارة المقاومة، وعلى حصونها سيسقط المتآمرون