الثورة أون لاين – ريم صالح:
اكذب واكذب حتى يصدقك الآخرون.. هي القاعدة التي تلتزم بها واشنطن حالياً وأكثر من أي وقت مضى، حيث أنها تحاول على الدوام تقديم نفسها بلبوس حامي السوريين، ومنقذهم، والمهتم لأمورهم، وأمانيهم، وحياتهم، واستقرارهم، بينما هي على العكس من ذلك تماماً، تفعل كل ما في وسعها، وكل ما تمليه عليها مشاريعها العدوانية، للنيل منهم، وإجبارهم على النزوح واللجوء، لسرقة ثرواتهم وممتلكاتهم.
المثير للدهشة هنا أن نظام الإرهاب الأميركي لا يخجل على الإطلاق، وهو يحاول تقديم نفسه على المنابر الأممية، وفي المجالس الحقوقية والإنسانية، أنه يدعم السوريين، ويهتم لأمرهم، وأنه من أجل ذلك يقدم المليارات لهم، ويحاول انتشالهم من واقعهم إلى واقعه الهوليودي المزيف طبعاً، حيث لا حرية، ولا ديمقراطية، ولا حقوق، ولا عدالة، ولمن يشكك فليرى مذابح هذا النظام الأميركي الفاشي بحق الأميركيين أنفسهم، خاصة أصحاب البشرة السوداء، وماذا يفعل بهم رجال الشرطة بين الفينة والأخرى، بل ليمعن جيداً بما يجري في السجون الأميركية السرية، وليراجع سجلات أبو غريب وغوانتانامو ليظهر له الوجه الأميركي القبيح على حقيقته دون أي مساحيق تجميل.
وبناء على هذه المحاولات الأميركية المستميتة لتلميع صورة أميركا لم نستغرب الكلام الذي صدر عن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد والتي ادعت أن بلادها قدمت مساعدات أميركية بقيمة 240 مليون دولار للسوريين, طبعاً دون أن تحدد لنا من هي الشريحة من السوريين التي استهدفتها هذه المساعدات الكاذبة؟، مع أن الحقيقة واضحة وساطعة في هذا المجال وهي أن تلك المساعدات كانت تذهب لإرهابيي الأنفاق والجحور، و لأبواق الكاوبوي السياسية التي تنعتها أميركا زوراً وبهتاناً بالمعارضة، بينما هم لا يعدو عن كونهم مجموعة فاسدة، تقتات من المتاجرة بدماء أبناء سورية، وسيادتهم، واستقلالية قرارهم الوطني.
محاولة تلميع صورة أميركا تبلورت أيضاً من خلال ما صدر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من تصريحات، والتي زعمت فيها أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح في العالم للسوريين، وقدمت أكثر من 13 مليار دولار منذ بداية الحرب, ولكن كيف، ومتى، وبأي آلية، لم تخبرنا الوكالة الأميركية بذلك.
ويبقى السؤال: كيف تستقيم هذه الإدعاءات الأميركية، وما يسمى قانون “قيصر” لا يزال أكبر شاهد وبرهان على إرهاب أميركا، واستهدافها العدواني الفج بحق السوريين؟!، فمن يريد الخير للسوريين لا يحاربهم بلقمة عيشهم، وبقوت يومهم، وبحليب أطفالهم، وبدواء مرضاهم!، ومن يهتم لأمرهم لا يفرض العقوبات الجائرة الباطلة الواحدة تلو الأخرى عليهم، دون أن يوخز له ضمير!، من يبحث عن أمن السوريين واستقرارهم لا يستثمر في غيلان التطرف، والإرهاب، والتكفير، ويعقد معهم اللقاءات، والمشاورات، والاجتماعات، ويصف متزعمي داعش والنصرة بالشجعان، ويدفع لهم الرواتب والحوافز كلما زاد منسوب إجرامهم، وسفكوا من الدماء السورية الزكية، من كان في باله، وعلى سلم أولوياته حقاً مصلحة السوريين، لكف يده اللصوصية عن قمحهم ونفطهم، ولسحب قواته المحتلة فوراً من قواعده غير الشرعية، وغير القانونية، وتوقف عن تلفيق الروايات الكيماوية الهوليودية، وعن حياكة الدسائس والفتن، وطرحها على طاولة مجلس الأمن بين الفينة والأخرى، والأهم لكان انصاع لقرار السوريين، وامتثل لاختيارهم، عندما انتخبوا رئيسهم، وقالوا كلمتهم بكل استقلالية وشفافية في الـ26 من أيار الماضي.
لا يهمنا ما تقوله أميركا، أو تدعيه، فنحن السوريين نعي تماماً من هي أميركا، وماذا فعلت، ولماذا جاءت إلى أراضينا، وما هي أجنداتها، وأطماعها، وما هي سيناريوهاتها الظلامية، ولكن وكما في السابق ستعود إدارة اللصوصية والفاشية الأميركية هذه المرة بخفي حنين، فلا خبز لها في أراضينا، مهما دفعت من مليارات، ومهما جندت من إرهابيين.