الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
بلغ مناخ العداء تجاه المهاجرين السود في بريطانيا على مدى السنوات القليلة الماضية ذروته، وقد أطلق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العنان لشكل خبيث وخاص من العنصرية في بريطانيا، والتي على الرغم من وجودها دائماً، كانت إلى حد ما تحت السطح، وأجبرت على العمل تحت الأرض لبعض الوقت بعد سنوات من النضال الاجتماعي والمطالبة بالمساواة والعدالة العرقية.
وأصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمثابة ضوء أخضر للعنصريين لاستهداف أي شخص يعتبرونه “الآخر”.
وتُظهر إحصائيات الشرطة جنبًا إلى جنب مع البيانات من وزارة الداخلية البريطانية ارتفاعاً حاداً في الهجمات العنصرية ضد السود في بريطانيا، حيث يخشى المحللون والخبراء أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، فقد استمر مناخ العداء هذا الذي كان يتنامى بالفعل في بريطانيا ويمكن القول إنه أصبح أسوأ في ظل البيئة المعادية المتزايدة التي أوجدتها رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، واستمرت حتى الآن بلا رحمة من قبل حكومة بوريس جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتيل التي أشرفت على السياسات في وزارة الداخلية، وتعهدت بمواصلة تنفيذها بأي ثمن، وهو أمر مرعب بالنسبة لمجتمعات المهاجرين.
لكل دولة الحق في إدارة سياسة الهجرة بعيداً عن العنصرية وانتهاك حقوق الإنسان، حيث تؤدي العديد من مداهمات المهاجرين إلى احتجاز الأشخاص في ما يعتبر في الأساس سجوناً، وغالباً في ظروف غير إنسانية، ويعتقد العديد من المحامين أن عدداً كبيراً جداً من المحتجزين يتم ترحيلهم، وكان ينبغي أن يكون لهم الحق في البقاء في بريطانيا مع الحصول على الدعم اللازم لبقائهم في بريطانيا، بالإضافة إلى السياسات المثيرة للجدل المستمرة التي تؤثر على مجتمعات المهاجرين، ولا تزال فضيحة Windrush مستمرة وتشكل وصمة عار في ضمير بريطانيا، وأثرت على عدة أجيال من أولئك الذين هاجروا من منطقة البحر الكاريبي بين أواخر الأربعينيات وأوائل السبعينيات، بينما تؤثر الآن أيضاً على أطفالهم وأحفادهم، وفشلت وزارة الداخلية التي وُعدت بالتصحيح والتي لم يتم تصحيحها، وشهدت مرة أخرى مجتمعات المهاجرين خاصة السود منهم الاحتجاز والترحيل غير القانوني خاصة بحق الأفراد الذين لديهم الحق في العيش في بريطانيا.
وهناك أمثلة لا حصر لها، معظمها من المجتمع الكاريبي وأيضا من المجتمعات الأفريقية حيث تم ترحيل الأفراد بشكل غير قانوني إلى بلدان لم يروها منذ الطفولة، وفي بعض الحالات أدت بعض عمليات الترحيل إلى تفكك الأسر، والعوز، والآن بسبب العديد من الأمثلة على الظلم الذي يواجه مجتمعات المهاجرين من جميع الأطياف، يخشى العديد من المهاجرين من الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يواجهوا مصيراً مشابهاً من قبل الحكومة، وقد أظهرت التقارير أن تأثير هذه المخاوف على المجتمعات الضعيفة له أكثر الآثار ضرراً على حياة الناس.
بقلم: ريتشارد سودان