الثورة – جهاد اصطيف:
وقّعت إدارة مستشفى الرازي في حلب، ممثلة بالدكتور عبد القادر فرح، مذكرة تفاهم مع منظمة “IMC” الدولية، تهدف إلى إدخال خدمات العلاج الفيزيائي ضمن أقسام المستشفى الحيوية. هذه الخطوة، تمثل نقلة نوعية في منهجية الرعاية الصحية، إذ يتكامل العمل الجراحي والدوائي مع إعادة التأهيل الفيزيائي، ليمنح المرضى فرصة حقيقية للتعافي الشامل، في مشهد إنساني يحمل الأمل ويعكس وعياً متزايداً بأهمية التكامل في الخدمات الطبية.
أهمية الخطوة
يعاني القطاع الصحي في حلب منذ سنوات من ضغوط هائلة نتيجة تزايد أعداد المرضى، وتنوع الحالات الطبية المعقدة التي تصل إلى المستشفيات، وفي هذا السياق، برزت الحاجة إلى إدخال العلاج الفيزيائي كجزء أساسي من منظومة العلاج، وخاصة في أقسام، مثل الجراحة العظمية والجراحة العصبية والعناية المشددة والحروق.
وتؤكد الإدارة أن التجارب الطبية العالمية أثبتت أن غياب العلاج الفيزيائي بعد العمليات الجراحية الكبرى يطيل فترة الشفاء، ويزيد من احتمالية المضاعفات، لذلك كان لا بد من خطوة عملية لتأمين هذا النوع من الخدمة داخل المستشفى، بما يتناسب مع حاجات المرضى اليومية.
فريق متكامل
بموجب مذكرة التفاهم، تلتزم منظمة “IMC” بتوفير فريق متكامل من المعالجين الفيزيائيين، يعمل بشكل دائم داخل المستشفى، ويقدم خدماته للمرضى وفق بروتوكولات علاجية متطورة، الفريق سيتوزع على أقسام عدة: الجراحة العظمية لمساعدة مرضى الكسور وإصابات المفاصل على استعادة الحركة الطبيعية، والجراحة العصبية لدعم المرضى الذين خضعوا لعمليات في الدماغ أو العمود الفقري، والحروق لتأهيل المصابين بالحروق عبر تمارين خاصة تمنع التشوهات وتعيد الوظائف الحركية، والعناية المشددة لمتابعة الحالات الحرجة ومنع المضاعفات الناتجة عن الرقود الطويل. ما يميز هذه المبادرة أنها لا تقف عند حدود التقنية الطبية، بل تحمل بعداً إنسانياً واضحاً، إذ يهدف المشروع إلى منح المريض إحساساً بالرعاية المتكاملة، بدءاً من لحظة دخوله غرفة العمليات، وصولاً إلى استعادته لحياته اليومية.
رؤية شاملة
لا يمكن النظر إلى هذه الشراكة باعتبارها مجرد اتفاقية إدارية، بل هي جسر يربط بين الرؤية الطبية والخدمة الإنسانية، فهي تجمع بين البعد العلمي الذي يقدمه الأطباء والاختصاصيون، والبعد الهندسي الذي يهيئ المكان، والبعد الإنساني الذي يعكسه شعور المرضى بالدعم.
يشكل المشروع خطوة حقيقية نحو إعادة تعريف مفهوم الرعاية الصحية في حلب، لتكون أكثر شمولاً وعمقاً، ولتجعل مستشفى الرازي مركزاً متقدماً يحتذى به في المنطقة.
